حزب الاصلاح الاخواني واستراتيجة الابعاد الاربعة
محمد النقيب
إستقرت البراغماتية لحزب الاصلاح جناح الاخوان المسلمين في اليمن على استراتيجية رباعية الابعاد -ما تريده قطر وتركيا و ما تحتاجه القاعدة وداعش-
وهذا ليس بغريب على جماعة تزاوجت مع كل الحكومات والانظمة في اليمن وانجبت اغرب حزب في العالم - سياسي قلبي عسكري إسلامي جهادي ديمقراطي تكفيري- وبذات المتناقضات لعبت مع الداخل والخارج لعبة الجسد الواحد والرؤوس المتعددة التي تبدوا منفصلة عن بعضها معارضة وموالاه مع وضد معارضة وفي الحكم .
واذا استعدنا قراءة كل الاحداث والوقائع وتحولاتها التي مر بها اليمن نجد ان هذا الحزب يأتي متأخرا في اي تحول وتحديدا في منتصف المنعطف يركب الموجة و لم يسبق له اخذ زمام القيادة الا ما كان ذات طابع جهادي تكفيري وكان ابرزها الغزو الجهادي للجنوب
احد ابرز مؤسسيه ورئيس جمعيته العامة " مجلس الشورى " صنفته الولايات المتحدة في عام 2004 كأخطر إرهابي في العالم وفي عام 2006 طالبت واشنطن اليمن تسليم الزنداني الذي هو ويا لسخرية القدر المسؤول التنظيمي المباشر على اول إمرأة عربية نالت جائزة نوبل للسلام توكل كرمان عضو شورى حزب الاصلاح .
لن نبحث عن الزنداني في اقبية جبال ارحب ولن نذهب بعيدا الى كهوف تورا بورا لان الزنداني لم يتخفى من الامريكان كرفيقه قاسم الريمي هو ببساطة يضهر علينا من الرياض في مشهدين إما مترأسا ما تسمى بهيئة علماء اليمن او متموضعا رأس سفرة عشاء باذخة الفاكهة ووافرة اللحم والدسم.
نستطيع القول فقط وعلى ضوء التطورات الاخيرة التي كشفت مستور حزب الاصلاح الاخواني في علاقته بالتنظيمات الارهابية إن الامريكان لم ينسوا ضحاياهم في حادثة الهجوم الارهابي الذي إستهدف المدمرة الامريكية يو اس اس كول عام 2000 بخليج عدن ولم ينسى الفرنسيون ايضا ضحاياهم في الحادثة الارهابية التي تعرضت لها باخرة لمبرج النفطية قبالة ساحر بحر العرب مهما غسل الزنداني يداه بماء وصابون الضيافة السعودية طالما وان المملكة عضو محوري واستراتيجي في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية.
منطقة الاثارة في خريطة ملعب حزب الاصلاح الاخواني هي الملعب كله ، مع شرعية الرئيس هادي ضد الحوثيين في الشمال ومع الحوثيين ضد شرعية الرئيس هادي في الجنوب ، مع السعودية ضد الحوثيين ومع قطر وتركيا ضد السعودية ، ضد ايران في التحالف السعودي ومع تحالف تركيا وايران ضد السعودية ، مع القاعدة وداعش ضد جهود الامارات في دعم قوات مكافحة الارهاب و الحزام الامني والنخبة وفي وقت يطالب فيه حزب الاصلاح المجتمع الدولي دعم الحكومة اليمنية لمكافحة الارهاب .