المليشيات وافتعال أزمات الوقود.. شعلة معاناة حوثية لا تنطفئ أبدًا
تصر المليشيات الحوثية على افتعال الكثير من الأزمات لتكبيد المدنيين كثيرًا من الأعباء الحياتية، بغية إطالة أمد الحرب إلى أقصى حد ممكن.
في خطوة حوثية حديثة، قالت مصادر في صنعاء إنَّ شركة النفط التي تسيطر عليها المليشيات تعتمد اعتماد تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية ابتداء من يوم السبت المقبل.
المصادر أوضحت أنَّ المليشيات تستعد للإعلان عن التسعيرة الجديدة بشكل رسمي، حيث حددت سعر الدبة البترول "20 لترًا" بـ 9000 ريال بينما رفعت سعر الدبة الديزل إلى 9500 ريال، مع إلزام جميع المحطات بالتسعيرة الجديدة.
وتُجيد المليشيات الحوثية افتعال الأزمات في مناطق سيطرتها، حتى تضاعف من معاناة المدنيين بغية إطالة أمد الأزمة إلى أقصى حد ممكن بغية تقوية نفوذها.
ومنذ بداية الحرب التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014، كان الوقود والغاز المنزلي التجارة المربحة لقيادات الحوثي، من خلال أسواق سوداء تبيع بمبالغ مضاعفة عن تلك المقررة في المناطق المحررة، وتفاقمت معاناة سكان هم في الأصل محرومون من مرتباتهم منذ سنوات.
وتسبب إقدام المليشيات إلى إنقاص كميات الوقود من الأسواق في شللٍ حاد يُصيب مناطق سيطرة الحوثي، فيما سجَّلت أسعار السلع الأساسية ارتفاعًا كبيرًا جرَّاء ارتفاع أجور النقل بين المحافظات.
وفي الأيام الماضية، استعرت الجرائم الحوثية في مجال الوقود على وجه التحديد، حيث لجأت المليشيات إلى اختلاق أزمة خانقة في الوقود، من خلال إغلاق المئات من محطات التعبئة في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها، مما تسبب في ارتفاع الأسعار وعودة طوابير السيارات مجددًا.
وشوهدت في صنعاء ومدن عدة خاضعة للمليشيات الحوثية عودة طوابير السيارات أمام محطات البنزين في انتظار الحصول على الوقود بعد أن قررت المليشيات إغلاق أغلب المحطات والسماح لبعضها فقط بالعمل تحت إشراف مسلحي الجماعة، مع تقنين عملية التزود بالوقود وتحديدها بـ40 لترًا فقط لكل سيارة كل ثلاثة أيام.
وتقول مصادر مطلعة في شركة النفط بصنعاء إنَّ كميات الوقود الموجودة في مناطق سيطرة المليشيات تكفي لتلبية احتياجات السكان، إلا أنّ المليشيات قررت افتعال الأزمة للمتاجرة بها إنسانيًّا.
ويسيطر تجار الملشيات الحوثية، ومن بينهم عدد من قادتها والمقربين من زعيمها عبد الملك الحوثي، على تجارة الوقود من خلال عدد من الشركات عبر ميناء الحديدة، إلا أنَّ المليشيات دأبت خلال السنوات الماضية على مواصلة اختلاق الأزمات في الوقود وغاز الطهي، ضمن خطتها لإبقاء الأسعار مرتفعة سعياً لجني أكبر قدر من الأرباح.