التعليم في اليمن.. استهداف حوثي وإهمال حكومي وغوث إماراتي
يعتبر التعليم في اليمن أحد أهم القطاعات التي مرّت بمراحل متفرقة من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
تقرير حقوقية كشفت أنّ المليشيات ارتكبت نحو 30 ألف انتهاك في البيئة التعليمية بصنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، وقد تنوَّعت هذه الانتهاكات بين قتل واعتداءات جنسية واختطاف وتجنيد أطفال وغيرها.
التعليم في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية يعاني من وضع مأساوي بتسيد مفاهيم العنف والسلاح ونشر ثقافة الموت والمقابر بين الطلاب.
كما أنّ هناك انتهاكات أخرى تمارسها المليشيات الحوثية من خلال زيادة معاناة منسوبي قطاع التعليم بواسطة الفصل التعسفي.
في المقابل، ارتكبت حكومة الشرعية الكثير من الإهمال لهذا القطاع ضمن العبث الكبير الذي تعاملت به مع الحرب منذ اندلاعها، فالحكومة التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي لا تعبأ بالوضع الإنساني، لكنّها حوَّلت أجندتها في مسار آخر، ارتكز أولًا وأخيرًا على الانتفاع من الوضع المهترئ الراهن من جانب ومعاداة الجنوب من جانب آخر.
ودفع التعليم ثمنًا باهظًا جرّاء هذه الفوضى الحكومية الحادة، ومع تباكي الشرعية "المصطنع" على حال المدارس وطلابها في المناطق الواقعة تحت قبضة سيطرة الحوثيين، فإنّها ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في تردي هذا الوضع بشكل أكبر من خلال خيانات مستمرة للتحالف العربي من قِبل "إخوان الشرعية" الذين تحالفوا مع المليشيات الحوثية سرًا وعلنًا.
وبين هذا وذاك، تواصل دولة الإمارات دعم قطاع التعليم في اليمن، فبعد تأهيل 346 مدرسة وافتتاح 16 أخرى وتأثيث 10 مدارس في الساحل الغربي، افتتح الهلال الأحمر الإماراتي مدرسة جديدة في تعز لتنضم إلى خمس مدارس سبق افتتاحها مطلع سبتمبر الماضي ضمن حملة العودة إلى المدرسة التي مكنت أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة من العودة إلى صفوفهم الدراسية.
وثمن مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الوازعية محمد علي، الدور الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيع الحياة في المديرية، مؤكدًا أن إعادة ترميم وتأهيل وتأثيث مدرسة قتيبة بن مسلم مكَّن نحو 1000 طالب وطالبة من العودة إلى صفوفهم الدراسية.
ولفت إلى أنّ قطاع التعليم في مديرية الوازعية حظي بنصيب وافر من دعم الإمارات السخي والمتواصل عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد أكّدت في يوليو الماضي، أنَّ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن بلغ من أبريل 2015 إلى يونيو 2019، نحو 20,57 مليار درهم "5.59 مليارات دولار"، موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية استفاد منها 17.2 مليون شخص.
وقالت الوزارة إنَّ 66% من هذه المساعدات خُصِّصت للمشروعات التنموية و34% للمساعدات الإنسانية، وكان من بين المستفيدين 11.2 مليون طفل و3.3 ملايين امرأة.
الأمم المتحدة أعنلت في وقتٍ سابق، أنَّ الإمارات تصدرت المركز الأول عالميًّا كأكبر دولة مانحة للمساعدات لليمن لعام 2019، من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، فيما قامت الإمارات بدعم القطاع الصحي في اليمن بمنشآت طبية وحملات ضد الأوبئة.
وجاء الإعلان الأممي في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن مستوى التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، حيث يعكس هذا التقرير المساعدات المقدمة لليمن من بداية العام الجاري إلى الثاني من يوليو الماضي.
وشملت المساعدات المقدمة 15 قطاعًا رئيسيًّا من قطاعات المساعدات وتضمَّنت 49 قطاعًا فرعيًّا، بما يدل على شمولية المساعدات الإماراتية واحتوائها لجميع مظاهر الحياة في اليمن نحو المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية.