دعمٌ مصطنع وطعنٌ في الخفاء.. كيف تتعامل الشرعية مع حوار جدة؟
"ندعم الجهود السعودية لإنجاح حوار جدة".. كذبة جديدة أطلقتها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، مدعيةً الوقوف إلى جانب المملكة في إنجاح المحادثات بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي.
الإدعاء الحكومي ورد على لسان وزير خارجية "الشرعية" محمد الخضرمي الذي قال إنّ الحكومة حريصة على السلام وتدعم الجهود السعودية التي ترعى المحادثات الجارية في مدينة جدة.
تُجيد حكومة الشرعية، استخدم صيغة التلاعب جيدًا في مواقفها المعلنة وغير المعلنة، فبينما تدعي دعم جهود المملكة في إنجاح حوار جدة، إلا أنّ تعمل على إفشال بكل السبل المتاحة أمامها.
"الشرعية" لا يمكن أن تُجاهر برفضها الصريح لحوار جدة خوفًا من الإيقاع في حرجٍ شديد أمام المملكة العربية السعودية التي دعّمتها على مدار سنوات بكل السبل، وهي في الوقتٍ نفسه تدرك جيدًا أنّ الاتفاق الذي سيُفضي إليه حوار جدة يُرسّخ حالة سياسية جديدة، تقضي على نفوذ حزب الإصلاح بشكل كبير، وهو ما يعني محاصرة "إخوان الشرعية" بين خيارين أحلاهما مر.
إزاء ذلك، تعمل "الشرعية" المخترقة إخوانيًّا على الإدعاء بأنّها تدعم جهود المملكة في حوار جدة، لكنّها في الوقت نفسه أقدمت على العديد من الممارسات التي تحاول من خلالها إفشال هذه الجهود بشكل تام.
من بين السبل التي لجأ "إخوان الشرعية"، وربما أهمها، هو التحشيد العسكري صوب الجنوب عبر مجاميع مسلحة موالية لحزب الإصلاح، قدمت من مأرب لإحداث العدوان الإخواني، بالإضافة إلى التنسيق مع المليشيات الحوثية سواء عسكريًّا "على الأرض" أو سياسيًّا من خلال لقاءات عقدها وزراء بارزون في حكومة الشرعية، يوالون حزب الإصلاح، مع قادة حوثيين، تناولت تعزيز التنسيق فيما بينهم.
كما أنّ الخيانات الإخوانية المتواصلة للتحالف عبر تسليم مواقع استراتيجية بل وألوية أيضًا للمليشيات الحوثية، أمرٌ حمل رسالة واضحة المعنى إلى المملكة، بأنّ هذا الفصيل خائن، لا يمكن الثقة به أبدًا.
وقد فطِن المجلس الانتقالي الجنوبي مبكرًا إلى المحاولات الإخوانية من أجل إفشال حوار جدة، وقد عبّر عن ذلك الناطق باسم المجلس نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أكّد خلالها أنّ هذا الطرف الحكومي يسعى لإفشال الحوار.
وقال هيثم: "ندرك مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح وأنها هي من أعطت الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الحوثيين، ونحو ومستعدون لمواجهة أي محاولة للفوضى بالجنوب".
تعامل "إخوان الشرعية" المريب مع حوار جدة يأتي تخوفًا من المستقبل سيُفضي إليه، وقد صرّح "متحدث الانتقالي" عن ذلك قائلًا: "ندرك مخاطر عقلية الهيمنة لدى الإخوان وفرعهم حزب الإصلاح وأنها هي من أعطت الحوثيين القوة لاحتلال صنعاء بسبب التخاذل المستمر بالعمليات العسكرية لقيادة الإخوان ورفضهم مواجهة الحوثيين، ونحو ومستعدون لمواجهة أي محاولة للفوضى بالجنوب".
الواقع السياسي فيما بعد حوار جدة، يؤكّد هيثم أنّه يحقق أهداف عاصفة الحزم وتطلعات الشعب الجنوبي نحو إدارة مناطقه وموارده بشكل كامل وكذا عمل مراجعة شاملة لأخطاء الشرعية والعمل على تفعيل مواجهة الحوثيين بمحافظات الشمال.