جحيمٌ لا ينتهي.. صحفيون ينازعون الموت في سجون الحوثي
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب الانقلابيون الكثير من الجرائم والانتهاكات، طالت كافة شرائح المجتمع، من بينهم "الصحفيون".
تقارير حقوقية كشفت عن جرائم بشعة ترتكبها المليشيات الحوثية ضد الصحفيين المختطفين لديها، بينهم حارث حميد، وهو صحفي مختطف لدى مليشيا الحوثي منذ خمسة أعوام الذي تعرّض لتدهور مريع في عينيه، وبات يعاني من صداع مستمر بسبب ويحتاج لإجراء عمليات جراحية.
كما أنّ الصحفي المختطف عبدالخالق عمران يعاني من انزلاق في العمود الفقري، وعصام بلغيث مصاب بالرماتيزم بدأ تأثيره على القلب وتدهور النظر عنده بشكل كبير، وهشام طرموم أصبح مصابًا بمرض الكبد، وأكرم الوليدي المصاب بمرض بالسكر وقرحة المعدة، وهشام اليوسفي مصاب بحالة نفسية، وصلاح القاعدي مصاب بضعف حاد وسوء تغذية، وتوفيق المنصوري مصاب بمرض الكبد وتدهور النظر لديه.
وعلى مدار سنوات الحرب، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الانتهاكات ضد الصحفيين، في محاولة لإخفاء جرائمها المروّعة من جانب، وفرض سياسة الترهيب على الجميع.
وفي أغسطس الماضي، أظهر إحصاءٌ لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، اختفاء ما لا يقل عن 20 صحفيًّا منذ اندلاع الحرب، وهو ما دفع المنظمة إلى دق ناقوس الخطر وإدانة سياسة الاختفاء القسري هذه، التي تمس مهنة الصحافة بوتيرة تبعث على القلق.
وتوثِّق تقارير حقوقية تعرُّض العديد من الصحفيين في مناطق سيطرة الحوثي لانتهاكات جسيمة، منها القتل والاختطاف فضلاً عن مداهمة المؤسسات الإعلامية والصحفية وإغلاق معظمها.
وتمثّل انتهاكات حرية الرأي والتعبير ما نسبته 80% من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، ما بين قتل واعتقـال وإخفـاء قسـري وتعـذيب.
ويؤكّد حقوقيون أنّ الأعـداد المعلنة عن الضحايا من الصحفيين والإعلاميين أقل من الأعداد الحقيقية بسـبب ضـعف عمليـة رصد وتوثيق كل الانتهاكات، وعدم وجود بيئة مناسبة للعمـل الحقـوقي، فضلاً عن غياب العمل المهني وتحوُّل الصحافة إلى إعلام حـربي.
وكشفت نقابة الصحفيين، في يوليو الماضي، عن 62 حالة انتهاك بحق منتسبي السلطة الرابعة، خلال الأشهر الستة الماضية، تنوعت ما بين القتل والاعتداء والتهديد والمصادرة والتعذيب والشروع في القتل، وكذا حجب مواقع إخبارية ومصادرة مقتنيات الصحفيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم وترويعهم.