ألغام الموت الحوثية.. خطر فتاك تزرعه المليشيات وتستأصه السعودية
في الوقت الذي تتوسَّع فيه مليشيا الحوثي في زراعة الألغام، فإنّ المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" يواصل جهوده في استئصال هذا الخطر الفتاك.
الفرق الهندسية التابعة للمشروع نفَّذت عملية إتلاف وتفجير لـ2704 ألغام وعبوات ناسفة وقذائف غير منفجرة في الساحل الغربي.
وتعد هذه العملية التي نفذتها فرق مسام الهندسية في الساحل الغربي الرابعة، ليصل مجموع ما تم إتلافه وتفجيره 36 ألفًا و455 لغمًا وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
من جانبه، صرّح نائب مدير عام البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العقيد قايد هيثم بأنَّ العملية التي تم تنفيذها من قبل الفريقين 21 و30 مسام في منطقة الكدحة بمديرية المخاء تشمل 2001 لغم مضاد للدروع، و650 قذيفة غير منفجرة، و50 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 3 صواريخ مفخخة.
وتواصل مليشيا الحوثي زراعة الألغام في الأماكن العامة والأحياء السكنية والطرقات، من دون مراعاة وتفريق بين المدنيين والعسكريين.
وخلال خمس سنوات من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثَّقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين من جراء ألغام المليشيات، إضافةً إلى القنص وإطلاق القذائف.
وسبق أن كشتف تقارير رسمية أنّ عدد ضحايا الألغام الأرضية المزروعة من المليشيات الحوثية يتجاوز 3400 شخص، بينهم أكثر من 2700 قتيل، من بينهم 148 امرأةً و279 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 700 شخص، أغلبهم من الأطفال.
وتشير أحدث التقارير إلى أنّ استخدام الحوثيين غير المبرر للألغام الأرضية أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فقد الكثيرون أطرافهم بسبب مناجم الحوثيين.
وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.