الجريمة الحوثية الكاملة.. إغلاق قاتل يطارد 900 منشأة طبية
أكملت المليشيات الحوثية جريمتها التي تستهدف القطاع الصحي بشكل كامل، حتى أصبحت 900 منشأة طبية مهددة بالإغلاق بشكل كامل.
المليشيات الحوثية حذّرت من حدوث كارثة صحية، إذا توقفت المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة عن العمل، خلال أيام، في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، نتيجة قرب نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة والسكان في حكومة الانقلابيين "غير المعترف بها" يوسف الحاضري، إنّ أكثرمن 900 منشأة طبية، في مختلف مناطق البلاد، مهددة بالتوقف عن العمل، خلال الأيام القليلة المقبلة، جراء قرب نفاد الوقود المشغل للمولدات الكهربائية الخاصة بها، وعدم السماح بدخول المشتقات النفطية.
وأضاف الحاضري أنَّ توقّف المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل، قد يؤدي إلى حدوث كارثة صحية كبرى يصعب تداركها مستقبلاً.
وكانت منظمة "أنقذوا الطفولة" قد حذّرت في وقتٍ سابق، من تأثُّر مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بفعل أزمة الوقود في مناطق شمالي البلاد، وقالت - في بيان: "سيؤثر نقص الوقود في شمال اليمن على مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بالفعل بأزمة إنسانية دامت خمس سنوات".
ويعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي تضرّرت كثيرًا من حرب المليشيات التي خلّفت وراءها مسرحًا كبيرًا من الأمراض والأوبئة، وقبل أيام أقدم الحوثيون على إغلاق المستشفيات في صنعاء بشكل جزئي بحجة عدم توفر المشتقات النفطية.
مصادر طبية كشفت لـ”المشهد العربي” أنّ وزير الصحة في حكومة الانقلابيين “غير المعترف بها” أصدر تعليمات للقيادات الحوثية المعينة على المستشفيات، بتقليص ساعات العمل بالتدريج بحجة عدم توفر المشتقات النفطية.
وأشارت المصادر إلى أنّ المستشفيات في صنعاء قلَّصت اليوم ساعات الدوام ورفضت استقبال المرضى بعد الساعة الحادية عشر، بمبرر عدم توفر المشتقات النفطية، والأبشع من ذلك هو أنّ المليشيات تتجه إلى إغلاق المستشفيات بشكل كامل؛ وذلك بغية افتعال أزمة إنسانية.
وارتكبت المليشيات الموالية لإيران الكثير من الانتهاكات ضد قطاع الصحة، سواء بقصف وتعطيل المستشفيات أو سرقة وإتلاف الأدوية، كما تسبّبت في تفشي الكثير من الأدوية، على النحو الذي فاقم من مأساة الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي سبتمبر الماضي، داهمت مليشيا الحوثي مئات الصيدليات ومخازن الأدوية في صنعاء وسحبت كميات كبيرة من الأدوية تحت مبرر مكافحة التهريب، حيث نفّذت لجانٌ تتبع وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها عمليات تفتيتش برفقة مسلحين على المئات من مخازن الأدوية في سوق الدواء بمنطقة التحرير وصادرة كميات كبيرة من الأدوية.
ووصل الأمر إلى انتشار غير مسبوق في الوقت الحالي للمرضى النفسيين في شوارع وأزقة وأحياء صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الانقلابيين، حيث تنامت هذه الظاهرة على نحو لافت خلال الأربعة أعوام الأخيرة (أي فترة الحرب الحوثية)، مع استمرار وتيرة الجرائم التي شنتها وتشنها الميليشيات. و
يتوزع معظم المرضى النفسيين، وفق معلومات رسمية، في المدن الأكثر كثافة سكانية والأشد فقرًا، مثل صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار الخاضعة جميعها لسيطرة الحوثيين، حيث يفترش مئات الآلاف ،المصابين باضطرابات نفسية بينهم أطفال ونساء، أرصفة الشوارع، في حين يلجأ بعضهم للتسول، ويقتات البعض الآخر من القمامات.
وفاقمت الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر وانعدام الرواتب وفرص العمل من تدهور كبير في الصحة النفسية لدى غالبية المواطنين، في وقت تؤكد فيه إحصائيات محلية عن وجود أكثر من خمسة ملايين مصاب حاليًّا باضطرابات نفسية.