تجنيد الأطفال.. عدوان حوثي على الحاضر والمستقبل
ردًا على هزائمها المتلاحقة على أكثر من جبهة، لا سيّما على الساحل الغربي، لجأت المليشيات الحوثية إلى تجنيد الأطفال بغية تعويض العناصر الذين تفقدهم في المواجهات.
تقارير رسمية كشفت أنّ المليشيات الموالية لإيران جنَّدت نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في المواجهات الدائرة خلال الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وسبق أن كشفت مصادر قبلية ومحلية في محافظة إب أنّ المليشيات شرعت في تنفيذ حملة تجنيد إجباري في ثلاث مديريات بالمحافظة بهدف ضم ثلاثة آلاف مقاتل ممن هم دون الثامنة عشرة إلى صفوف مقاتليها.
المصادر قالت إنَّ الحوثيين عمَّموا قبل شهرين على مسؤوليهم في مديريات حزم العدين، والقفر، وحبيش، إطلاق ما يسمونه "دورات تثقيفية" لفئة العمرية ذاتها، كإجراء لتجنيدهم طوعاً بناء على أفكار دخيلة، مشيرةً إلى أنّ الحملة يقودها مشرف المليشيات بالمحافظة صالح حاجب، والمشرف الأمني المدعو أبو كاظم.
وعمّم الحوثيون توجيهًا عبر مكبرات الصوت في المساجد والسيارات المتنقلة بأنّه "على كل أسرة لم يشارك أبناؤها في القتال سابقاً أن تقدم أحد أبنائها إلى مراكز التسجيل التي ستعمم على كل العزل، وفي حال الرفض ستعاقب الأسرة بغرامات مالية ومنع من الخدمات وسجن رب الأسرة بتهمة موالاة التحالف والشرعية. ولن يفرج عنه حتى يتم تنفيذ التوجيهات".
ولم يستطع الحوثيون عبر الدورات الطائفية سوى تجنيد 220 طفلاً، وهو ما أثار حفيظة القادة الحوثيين الذين كان هدفهم تجنيد ثلاثة آلاف طفل، وفقاً للمصادر التي أكدت انتقال ميليشيات الحوثي إلى خطوة التجنيد الإجباري.
وعلى مدار خمس سنوات متواصلة، لم تتوقّف مليشيا الحوثي الانقلابية عن ارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات ضد الأطفال، مُخلِّفةً مأساة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلاً.
وتقول تقارير رسمية إنَّ مليشيا الحوثي دمّرت حياة أكثر من أربعة ملايين طفل، ودفعت معظمهم إلى البحث عن عمل جرّاء ظروف الحرب التي شنتها مستغلة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية للأسر، والدفع بهم إلى جبهات القتال وإغرائهم مالياً لإعالة أسرهم والالتحاق بصفوف المليشيات والزج بهم إلى محارق الموت.
وفي نهاية 2018، اعترفت المليشيات بأنّها جنّدت أكثر من 18 ألف شخص، وقد جاء ذلك على لسان قيادي حوثي كبير تحدّث لوكالة "أسوشييتد برس" التي قالت بدورها إنّ هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقًا، حيث تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من 2721 طفلاً تم تجنيدهم للقتال.
ونقلت الوكالة شهادات عن بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم انضموا إلى الحوثيين وذلك بسبب الوعود بالمال أو بالفرصة لحمل السلاح، بينما آخرون وصفوا بأنهم مجبرون على خدمة الحوثيين وتم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو أكرهوا على الانضمام مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من المعتقل.
وأكد أطفالٌ وآباءٌ ومربون وأخصائيون اجتماعيون أن سياسة الحوثيين تجاه تجنيد الأطفال "حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائمًا طوعية بالكامل".
وأوضحت الوكالة أنَّ المسؤولين الحوثيين يستغلون وصولهم إلى هيئة السجل المدني والسجلات الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجًا في القرى ومعسكرات النازحين، وأولئك الأكثر احتمالاً لقبول عروض نقدية مقابل التجنيد.
وفي صنعاء، يقوم الحوثيون بـ"طرق أبواب المنازل لإخبار الآباء بأنه يجب عليهم إما تسليم أبنائهم للجبهات أو دفع مال مقابل المجهود الحربي.