مركز الملك سلمان.. مظلة إنسانية انتشلت الملايين من براثن الحرب الحوثية
إلى جانب جهودها العسكرية باعتبارها قائدة التحالف العربي في مواجهة المليشيات الحوثية، تواصل المملكة العربية السعودية، أعمالها الإغاثية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ بغية انتشال ملايين المواطنين من براثن الأزمة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب التي أشعلها الانقلابيون منذ صيف 2014.
مركز الملك سلمان واصل توزيع السلال الغذائية على النازحين بعدة محافظات، حيث وزَّع 1000 كرتونة من السلال الغذائية على النازحين في مخيم الخانق بمديرية نهم التابعة لصنعاء، وقد استفاد من توزيع هذه السلال الغذائية أكثر من ستة آلاف فرد.
إجمالًا، نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 371 مشروعًا حتى أواخر سبتمبر الماضي، بكلفة تجاوزت 2,3 مليار دولار أمريكي.
وقال المركز إنَّ مشروعات الصحة والأمن الغذائي ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والتعافي المبكر والمياه والإصحاح البيئي استأثرت بالنسبة الأكبر من هذه التمويلات بنحو 1.8 مليار دولار.
وبلغت عدد المشروعات الصحية التي نفّذها مركز الملك سلمان، حسبما نقلت وسائل أنباء سعودية رسمية، 158 مشروعًا بتكلفة تجاوزت 5,6 مليون دولار، حيث نفّذت 58 مشروعصا للأمن الغذائي في جميع المناطق اليمنية بتكلفة تجاوزت 582 مليون دولار، جاءت بعدها مشاريع دعم وتنسيق العمليات الإنسانية بتكلفة 599 مليون دولار، فيما بلغت مشاريع التعافي المبكر والمياه والإصحاح البيئي 21 و23 مشروعًا على التوالي، بتكلفة تجاوزت 150 مليون دولار.
وفي وقتٍ سابق من أكتوبر الجاري، أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أنَّ حجم المساعدات السعودية المقدمة إلى اليمن منذ العام 2015 بلغت 14,5 مليار دولار، منها ملياران و269 مليونًا و975 ألف دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.
وأكد الربيعة في حلقة نقاش بمقر مركز فكر "بوصلة" في العاصمة البلجيكية بروكسل، أنَّ المساعدات كانت في عدة مجالات أبرزها الأمن الغذائي والصحة، والتعافي المبكر، ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية، والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية، والحماية، والتعليم، والخدمات اللوجيستية، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ وغيرها.
وخلال الحلقة النقاشية، استعرض الربيعة المشروعات النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) ومراكز الأطراف الصناعية التي تقوم بتعويض من فقدوا أطرافهم جرّاء الألغام والصواريخ، وإعادة تأهيلهم للتأقلم مع الأطراف الصناعية المناسبة التي تساعدهم في ممارسة حياتهم الطبيعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي وزجت بهم في الصراع المسلح ممن هم تحت سن الثامنة عشرة، مبينًا أنه جرى العمل على دمجهم في المجتمع وتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية والتعليمية لهم ولأسرهم من قبل خبراء متخصصين.
وأكَّد الربيعة حرص المملكة العربية السعودية على تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز ليشمل مناطق اليمن كافة، وأوضح أنّ العمل الإنساني يواجه العديد من التحديات والصعوبات تتمثل في انتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران للعمل الإنساني في اليمن، ومنها حجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها، وترهيب العاملين في الحقل الإنساني وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.