أسود المفاوضات وصقور الميدان.. حنكة وبطولات الجنوب تردع مؤمرات الشرعية
السبت 19 أكتوبر 2019 12:04:00
توهّمت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، أنّ مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في المحادثات الجارية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تعبر عن ضعف عسكري أو خوف من المواجهة، لكنّها واجهت أبطالًا جنوبيين يُسطِّرون أعظم الملاحم البطولية دفاعًا عن أرض الوطن.
في أحدث العمليات العسكرية، شنّت القوات الجنوبية، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، عددًا من العمليات الهجومية على مواقع تتمركز فيها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في محافظة شبوة.
مصادر محلية كشفت أنَّ المقاومة الجنوبية استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة خلال هجومها على المليشيات الإخوانية، حيث شنّت قوات المقاومة هجومًا على نقطة وموقع المجازة التابع لمليشيا الإخوان في مفرق الروضة.
واستمرت الاشتباكات بين القوات الجنوبية والمليشيات الإخوانية لنحو نصف ساعة، استخدمت فيها قوات المقاومة الأسلحة المتوسطة والخفيفة وسلاح الدوشكا، وقد أسفر الهجوم عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات الإخوانية.
ميدانيًّا أيضًا، نفّذت المقاومة الجنوبية عمليه نوعيه ناجحة على أحد مواقع مليشيا الإخوان في منطقة مرخة، حيث قصفت قوات المقاومة معسكر خمومة التي يتواجد فية المليشيات بقذائف الهاون، وأعقب القصف هجوم مسلح استمر لنحو ساعة من أسقط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات الإخوانية الإرهابية.
العمليات العسكرية الجنوبية ضد المليشيات الإخوانية وإن كان ليس الأول من نوعه، لكنّه يُقدّم رسالةً قديمة متجددة، بأنّ القوات الجنوبية مستعدة دائمًا لمواجهة أي عدوان تشنه المليشيات الإرهابية الموالية للشرعية، وأنّ قبولها بالحوار إنّما يهدف إلى التوصّل لحل سياسي وتجنّب عواقب الحرب.
وعلى الرغم من مشاركتها المعلنة في حوار جدة، وإدعائها الحرص على حل الأزمة سياسيًّا، فإنَّ حكومة الشرعية - عبر المليشيات الإخوانية - تواصل العمل على استهداف الجنوب، لا سيّما من خلال التحشيد العسكري المتواصل، بغية إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من أمنه واستقراره والسيطرة على مقدراته.
وإلى جانب تصعيدها العسكري في الجنوب عبر اعتداءات إرهابية غاشمة، فإنّ حكومة الشرعية، تواصل المماطلة والتسويف، في محاولة لإفشال حوار جدة، بعدما كانت كل التوقعات تشير إلى أنّه سيتم التوقيع أمس الأول الخميس.
حكومة الشرعية تتعامل بكثير من التناقض والارتباك مع المحادثات القائمة في جدة، وقد تجلّى هذا الارتباك بعدما رفضت وتجاهلت الدعوة السعودية الأولى لعقد الاجتماعات في أغسطس، ثم مشاركتها عقب الدعوة الثانية في سبتمبر.
وبينما وجدت حكومة الشرعية نفسها مضطرةً للمشاركة في هذه الاجتماعات حتى لا تقع في حرج أمام الرياض التي قدّمت لها كل سبل الدعم، فإنّ نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي يسيطر عليه "الإصلاح"، عمل منذ اليوم الأول لإفشال المحادثات؛ إدراكًا من الحزب الإخواني أنّ هذا الحراك السياسي المهم سينتهي بخيارين أحلاهما مر، فهو إما يرفض الحوار من الأساس ويواصل ارتماءه في أحضان المليشيات الحوثية، أو القبول بالحوار والتوصّل لاتفاق، من المؤكّد أنّه سينتهي بخسائر سياسية كبيرة على هذا الفصيل.
تجسيدًا لهذه المعادلة السياسية، لجأ حزب الإصلاح إلى المماطلة والتسويف ليكون السلاح الأخير في يديه من أجل إفشال حوار جدة، إلا أنّ هذه الممارسات لا يمكن أن تنطلي على المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد عبّر عن ذلك مساعد الأمين العام بالمجلس فضل الجعدي قائلًا: "المماطلة والتسويف لم ولن تنطلي على الإنتقالي وقضيته، أبدينا حسن النوايا وأعطينا من وقتنا الكثير".
وأضاف في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "على دول التحالف والعالم أن تتذكر أن شعبنا يناضل من أجل إستعادة دولته منذ ما بعد حرب صيف ١٩٩٤م القذرة .. وإن النصر قريب بإرادة شعبنا وعون الله عز وجل".
تصريحات "الجعدي" عبّرت عن المشاركة الفعالة للمجلس الانتقالي في محادثات جدة، وحرصه منذ اليوم الأول على التوصّل لاتفاق ينهي الأزمة التي بدأت في الأساس بعدوان المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على الجنوب، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ المجلس قد يقدّم أي تنازلات.