لن يضيع حقٌ وراءه انتقالي.. عن حنكة المجلس في حوار جدة
في الوقت الذي ينظر فيه كثيرون إلى أنّ اجتماعات جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية قد طال أمدها، إلا أنّ الثابت في كل ذلك أنّ المجلس الانتقالي الذي يحمل على كاهله الحلم الجنوبي الكبير، لن يُفرِّط في هذا الحلم أبدًا.
المجلس الانتقالي شارك بفاعلية هائلة في المحادثات التي لا تزال جارية في مدينة جدة، وشارك فيها إدراكًا منه لأهمية حل الأزمة عبر الحوار، وتجنبًّا لإسالة مزيد من الدماء، وكذا تقديرًا لرعاية المملكة العربية السعودية لهذا الحراك باعتبارها قائدة التحالف العربي، ومع امتداد المحادثات فإنّ المجلس لا يمكن أن يُفرِّط في الحلم الكبير، وهو استعادة دولة الجنوب.
وقد عبّر عن ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي أكّد أنّ المجلس الانتقالي، ممثلًا في الوفد المشارك في اجتماعات جدة لا يساوم على حق الشعب الجنوبي.
وقال النسي في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لا توجد معلومات دقيقة حول مشاورات جدة ولكن الذي توفر منها أن وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وفد قوي لم يخضع ولم يساوم ولم يتنازل عن حق الشعب الجنوبي وأصبحت القضية الجنوبية أمرًا واقعًا ستبنى على أساسه الحلول في الأيام القادمة".
ومع التفاف الشعب الجنوبي حول قادته السياسية والعسكرية، فقد أشهرت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، سلاح الحرب النفسية، محاولة دب اليأس في قلوب الجنوبيين والإيقاع بين الشعب والمجلس الانتقالي عبر سلسلة طويلة من الأكاذيب والإدعاءات المفضوحة.
هذه الحرب الإخوانية حاولت النيل من المجلس الانتقالي وادعت أنّ قادته يبحثون عن مصالح شخصية عبر إتباع سياسة المساومة والحصول على حقائب وزارية، متناسين أنّ المجلس يعبر عن إرادة شعب ويحمل على كاهله مسؤولية استعادة وطن.
وسبق أن عبّر عن ذلك نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك الذي أكّد أنّ المجلس لم يذهب للمحاصصة في الحكومة مطلقًا، وأنّ هذه ليست غايته، وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قناة هنا وصحيفة هناك وناشط في موقع كل يطير بما يدعي إنه تفرد، وفي الحقيقة هو تفرد ولكن في خلق تفاصيل لايعلم عنها حتى المتحاورون".
وأضاف: "الانتقالي ذهب للحوار لجديته في توحيد الجهود للقضاء على مشروع إيران، وهو هدف الانتقالي في هذه المرحلة، ولم يذهب للمحاصصة في الحكومة مطلقًا ولا هذه غايته".
تأكيد "بن بريك" على عدم المساومة على تطلعات الشعب الجنوبي، عبّر عنها كذلك عضو وفد المجلس في حوار جدة الدكتور ناصر الخبجي الذي أكَّد أنَّ المكاسب لا تأتي دفعة واحدة والأهداف العظيمة لا تمس ولا تقبل المساومة.
وقال الخبجي في تغريدة عبر "تويتر": "تمسّك بالأمل وثق في نفسك.. ما كان في الأمس مستحيل صار اليوم ممكن.. والمكاسب لا تأتي دفعة واحدة".
وأضاف: "الأهداف العظيمة لا تمس ولا تقبل المساومة.. بل تنتزع بالإرادة والحكمة والصبر والتفاعل الإيجابي مع معطيات الحاضر التي تعد جسر عبور إلى المستقبل الأمن.. كن مستعدًا وثق أن القادم أفضل".
تأكيدات المجلس الانتقالي في هذا الصدد ترد على الكثير من الأكاذيب التي ردّدتها أبواق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، والتي ادعت - كذبًا وزورًا وبهتانًا - أنّ المجلس الانتقالي يبحث عن مصالح شخصية وأنّه قد يتنازل على حلم الشعب الجنوبي الكبير باستعادة دولته مقابل هذه المصالح.
ويحمل المجلس الانتقالي على كاهله أحلام وتطلعات الشعب الجنوبي الساعي نحو استعادة دولته، وتؤكد مواقفه أنّه مهما طال الوقت لن تكون هذه القضية محلًا للمساومة أو التفاوض، باعتبار أنّ التحرُّر الجنوبي هي القضية الرئيسية والحلم الكبير الذي ينتظره الشعب.