مغادرة الأشقاء أرض الجنوب أول اختبار لإرادة الجنوبيين
فارس الحسام
كلنا يعرف منذ الوهلة الأولى لعاصفة الحزم أن دور التحالف العربي سينتهي ذات يوم ، بعد أن يكون قد حقق الشيء الكثير للجنوبيين وللأشقاء في الشمال ، حتى وإن أنكر البعض أي من تلك النتائج .
ومنذ أيام إن لم تكن أشهُر، ونحن نتابع بصمت عمليات شد وجذب حول مغادرة القوات الإماراتية من الجنوب ، وهنا أحب أن أُعرِّج حول هذه المسألة .
الإمارات لم تأتِ لتنصب نفسها سلطة حاكمة للجنوب ولم تأتِ بديلة عن أحد ، بل جاءت وكما يعرف الجميع كقوات مساندة ضمن قوات التحالف العربي الذي يضم دول عربية عدة .
تعهدت الإمارات بمساعدة اليمنيين والجنوبيين في دحر مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية من المناطق التي احتلتها ، في الوقت الذي عملت على بناء قوات عسكرية وأمنية جديدة تستطيع إكمال المهمة وتثبيت الأمن والإستقرار في كل منطقة محررة ، بالإضافة إلى تميُّزها في الجوانب التنموية والحيوية والإنسانية التي يشهد لها الجميع والتي انقذت خلالها حياة عشرات الملايين من المواطنين الذين تخلت عنهم شرعية الرئيس هادي وحكوماته .
وبعد أن حرر الجنوبيون مناطقهم وطهروها من بذرة الإرهاب .. وشاركوا في تحرير مناطق عدة في الشمال .. وامتلكوا جيشاً وقوات أمنية تستطيع تولي الأمور فيها ، قررت الإمارات تنفيذ خطة إعادة الإنتشار والتي تتضمن تقليص قوام قواتها ، ولكن كل ذلك لا يعني إنتهاء دور الإمارات ضمن قوات التحالف أو تخليها عن شركائها في التحالف العربي ومنهم الجنوبيون .
ومع ذلك نقول للحلفاء العرب عامة جزاكم الله عنا خير الجزاء ، وللأخوة في المملكة العربية السعودية بشكل خاص كونوا كما كانت الإمارات معنا وفينا طوال سنوات ، ونقول للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل أخص كفيتم ووفيتم وبيض الله وجوهكم وما عليكم زود كنتم لنا الأب والأم والأخ والسند الذي لولا فضل الله تعالى ثم أنتم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم كجنوبيين .
وهنا اختم بالقول : أن الجنوب لن يظل معتمداً على دول التحالف العربي في كل شؤونه ، وها قد وصل اليوم الذي يُحتِّم علينا كجنوبيين أن نثبت قوة إرادتنا بالوقوف على أقدامنا والإعتماد على أنفسنا ، وإثبات كل ما كنا نقوله للعالم بأننا قدمنا للوحدة المشؤومة دولة كاملة السيادة واليوم يجب أن نستعيد تلك الدولة كاملة السيادة ونحن أهل لها .