خروقات تحت العين الأممية.. ماذا فعل الحوثيون في الحديدة؟
السبت 26 أكتوبر 2019 13:26:16
في الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون حرصهم على السلام واستعدادهم للجنوح في هذا المسار، صعّدت المليشيات من خروقاتها للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة، وذلك تحت أعين الأمم المتحدة.
المليشيات استهدفت مواقع القوات المشتركة في مديرية حيس بالأسلحة المتوسطة، بحسب مصادر عسكرية ميدانية قالت إنّ الحوثيين فتحتوا نيران أسلحتهم المتوسطة والخفيفة على مواقع القوات في المديرية بشكل كثيف.
في الوقت نفسه، استمرّت الانتهاكات والخروقات التي ترتكبها مليشيا الحوثي في مديريتي التحيتا والدريهمي، وذلك من أجل نسف الجهود الأممية المتضمنة وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة.
مصادر ميدانية قالت إنَّ مليشيا الحوثي قصفت مواقع المشتركة شرق الدريهمي بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة بشكل مكثف.
وإلى مديرية التحيتا جنوبًا، فتحت المليشيات نيران مدفعياتها ورشاشاتها على مواقع تتمركز فيها القوات المشتركة بقذائف الهاون وB10، كما أطلقت نيران أسلحتها المتوسطة والرشاشة بجانب استخدامها لعيار 23 المضاد للطيران في استهداف تلك المواقع.
اللافت أنّ كل هذه الخروقات تحدث مع تواجد لجنة مراقبة دولية، ومع وضع آخر نقطة تهدئة في مدينة الحديد، حيث تتواجد في المحافظة الساحلية لجنة مراقبة أممية لتنفيذ بنود هدنة عسكرية أبرمتها في العاصمة السويدية ستوكهولم.
سياسيًّا، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده السياسية الرامية إلى محاولة إحداث حلحلة للأزمة القائمة منذ صيف 2014، وقتما أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية.
جريفيث عقد لقاءً مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في العاصمة الرياض، تناول سبل دعم العملية السياسية وكذلك الجهود المبذولة لتطبيق اتفاق السويد.
وأحاط المبعوث، نائب وزير الدفاع السعودي بالتقدّم المحرز في تطبيق اتفاق الحديدة وبخاصةً فيما يتعلّق بتفعيل آلية مراقبة وقف إطلاق النار، والأثر الإيجابي لهذه الخطوة على حماية المدنيين.
كما عرض المبعوث الأممي جهود الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، والتحديات والفرص التي تواجه هذا الملف الإنساني المهم.
وشدد جريفيث على أهمية إحراز تقدّم في هذا الملف الإنساني الذي يمسّ حياة الآلاف من العائلات اليمنية، داعيًّا جميع الأطراف إلى إبداء المرونة اللازمة لذلك بما يسمح بالبدء بعملية تبادل شاملة للمحتجزين في اقرب وقت ممكن.
ويسود تفاؤل بشأن إحداث حلحلة سياسية في المرحلة المقبلة، لا سيّما بعد نشر نقاط الارتباط المشتركة في مدينة الحديدة، حيث تمكّنت لجنة الرقابة الأممية برئاسة الجنرال الهندي أبهيجيت جوها من تثبيت نقطة الارتباط المشتركة الخامسة في مدينة الحديدة، والتي تضم ضباط ارتباط من المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي ومراقبين من الأمم المتحدة لمراقبة سير تنفيذ بنود اتفاق السويد وإيقاف إطلاق النار.
وقامت اللجنة الأممية بتثبيت النقطة الخامسة المشتركة في سيتي ماكس بشارع صنعاء شرق مدينة الحديدة والتي تم إضافتها لتكون هي أخر نقاط الإرتباط المشتركة في مدينة الحديدة .
اللجنة الأممية قامت إلى الآن، بنشر خمس نقاط ارتباط وهي كالتالي الأولى نقطة الخامري والثانية شرق مدينة الصالح والثالثة في حوش البقر في خط كيلو 16 والرابعة في حي منظر جنوب الحديدة والخامسة في سيتي ماكس بشارع صنعاء ليتم إستكمال نقاط الارتباط المشتركة بين القوات المشتركة والمليشيات سالحوثية لوقف إطلاق النار وانهاء التعصيد العسكري بالمدينة.
المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث نظر بإيجابية شديدة لهذه الخطوات، حيث أشاد بنشر نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب البلاد، وقال في تغريدة عبر الحساب الرسمي لمكتبه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أرحّب بقيام الأطراف اليمنية بإنشاء نقاط مشتركة للمراقبة ونشر ضباط ارتباط فيها على طول الخطوط الأمامية لمدينة الحُديدة ".
واعتبر المبعوث الأممي أنّه من شأن هذه الخطوة أن تعزّز التهدئة في مناطق التوتر وتنقذ الأرواح.