التصعيد الحوثي الأخطر.. المليشيات تقصف الجهود الأممية في الحديدة
في الوقت الذي أشاد فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث بنتائج لقائه مع قادة الحوثيين في صنعاء بغية إحلال السلام وتحقيق التهدئة، عملت المليشيات على التصعيد العسكري بشكل كبير، في تأكيد على التوجَّه الحوثي بعدم الانخراط في طريق السلام.
تواصل ميلشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، خروقاتها الخطيرة، بتصعيدها القتالي ضد العمل الأممي لتحقيق السلام في محافظة الحديدة غرب البلاد.
مصادر ميدانية كشفت أنَّ المليشيات استهدفت في الساعات الماضية، نقاط المراقبة الأممية لوقف إطلاق النار في كلية الهندسة ومجمع إخوان ثابت في الحديد، في هجوم حوثي وُصف بـ"الأخطر" لينضم إلى سلسلة طويلة من محاولات المليشيات لإفشال الاتفاق وعمل الفريق الأممي لوقف إطلاق النار وآلية التهدئة والمراقبة.
الهجوم الحوثي تزامن مع لقاء عقده جريفيث أمس الاثنين، مع زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، لبحث الجهود المبذولة لإحلال السلام، وعلى الرغم من إعلان المليشيات أنّ الاجتماع تناول سبل تحقيق السلام، إلا أنَّ الحوثيين واصلوا شن الهجمات التصعيدية التي تُجهض أي فرصة لتحقيق السلام.
وكانت المليشيات الحوثية قد استهدفت مطلع الأسبوع الجاري، نقاط الارتباط للفريق المشترك التي تمّ تثبيتها بأطراف مدينة الحديدة وتشرف على نشرها الأمم المتحدة برئيس بعثتها الجنرال الهندي أبهيجيت جوها.
مصدر عسكري قال إنّ عناصر المليشيات المتمركزة في المدينة استهدفت نقاط الارتباط للفريق المشترك، حيث استهدفت النقطة الأولى والنقطة الخامسة المتواجدة في الخامري وسيتي ماكس.
ويمثل هذا الهجوم تصعيدًا جديدًا للحوثيين على اتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة، في وقتٍ استهدفت فيه المليشيات مواقع الفريق المشترك المتواجد في نقاط الارتباط المشتركة بالأسلحة المتوسطة والرشاشة.
كما استمرّت المليشيات الحوثية في شن خروقاتها وانتهاكات اليومية للهدنة الأممية في محاولة منها للقضاء على كل الاتفاقات والمعاهدات السلام التي توقع عليها والتي ترعاه الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد نظرت بكثيرٍ من الأمل والتفاؤل، لنقاط الارتباط المشتركة في الحديدة، وذلك محاولة تهدف في مجملها إلى إحداث حلحلة سياسية للحرب القائمة منذ خمس سنوات.
والخميس الماضي، تمكّنت لجنة الرقابة الأممية برئاسة الجنرال جوها من تثبيت نقطة الارتباط المشتركة الخامسة في مدينة الحديدة، والتي تضم ضباط ارتباط من المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي ومراقبين من الأمم المتحدة لمراقبة سير تنفيذ بنود اتفاق السويد وإيقاف إطلاق النار.
النقطة الخامسة المشتركة تقع في سيتي ماكس بشارع صنعاء شرق مدينة الحديدة، فيما النقاط الأولى هي نقطة الخامري، والثانية شرق مدينة الصالح، والثالثة في حوش البقر في خط كيلو 16، والرابعة في حي منظر جنوب الحديدة، إضافة إلى النقطة الخامسة، ليتم بذلك استكمال نقاط الارتباط المشتركة بين القوات المشتركة والمليشيات سالحوثية لوقف إطلاق النار وإنهاء التعصيد العسكري.
جريفيث نظر بإيجابية شديدة لهذه الخطوات، حيث أشاد بنشر نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب البلاد، وقال في تغريدة عبر الحساب الرسمي لمكتبه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أرحّب بقيام الأطراف اليمنية بإنشاء نقاط مشتركة للمراقبة ونشر ضباط ارتباط فيها على طول الخطوط الأمامية لمدينة الحُديدة".
واعتبر المبعوث الأممي أنّه من شأن هذه الخطوة أن تعزّز التهدئة في مناطق التوتر وتنقذ الأرواح.
هذه الأجواء التي سادها التفاؤل من قِبل الأمم المتحدة سريعًا ما تبخَّرت بفعل انتهاكات ليست مستغربة على المليشيات الحوثية، التي لا تتوقّف عن ارتكاب الجرائم التي من شأنها أن تجهض أي آمال لإحلال السلام ووقف الحرب التي طال أمدها، وكبّدت الملايين أعباءً إنسانية فادحة.