لواء الميسري في عتق.. مخطط إرهابي تدعمه تركيا ضد الجنوب

الخميس 31 أكتوبر 2019 18:28:04
testus -US

لم يكن متوقعًا أن ينخرط بعض قادة حكومة الشرعية، في مسار اتفاق الرياض وتتعاطى إيجابًا مع المحادثات التي جرت بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، خوفًا على مصالحهم ونفوذهم في معسكر الشرعية.. أحد هؤلاء هو المدعو أحمد الميسري.

الميسري هاجم المحادثات منذ انطلاقها، ومع الإعلان عن التوصّل لاتفاق سيتم التوقيع عليه في الرياض، استشاط جنونًا إلى جانب المدعو صالح الجبواني، فعملا على إشعال الأوضاع في الجنوب، وغرس بذور إرهابهم على أراضيه.

محافظة شبوة كانت عنوانًا لمؤامرة الميسري، وبحسب نشطاء جنوبيين فإنَّ الميسري عمل مؤخرًا على تأسيس لواء تابع له في محور عتق بإشراف مهندسين أتراك، وصلوا المحافظة تحت غطاء منظمات دولية.

خطوة الميسري تشير إلى أنّ هذه الأطراف النافذة في حكومة الشرعية لن تنتهي مؤامراتها حتى بعد التوقيع على اتفاق الرياض، وأنّ الميسري على وجه التحديد يُجهز لحرب إخوانية ضد الجنوب، انتقامًا من شعبه، وانتقامًا كذلك من الاتفاق الذي يقضي على نفوذه ومصالحه.

ويمكن القول إن اتفاق الرياض يمثل "قنبلة بارود" انفجرت في وجه أذرع متطرفة وفاسدة في الحكومة، وعلى رأسها الميسري والجبواني.

ومع الإعلان عن توقيع مسودة الاتفاق، الذي يُمثل انتصارًا سياسيًّا مهمًا للجنوب في المرحلة الراهنة، أكمل الميسري والجبواني تحركاتهما التي استهدفت منذ وقت بعيد إفشال الاتفاق، حيث عقدا مؤتمرًا يوم السبت، أدلى فيه الميسري تصريحات شديدة العداء للتحالف العربي وللجنوب.

المدعو الميسري المدعوم من قطر وتركيا بشكل مباشر، شنَّ هجومًا عدائيًّا ضد السعودية في المؤتمر، بعد رعايتها للمحادثات التي عُقدت في مدينة جدة، كما هاجم الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي بعد موافقة الحكومة على الاتفاق.

وعلى الفور، حرصت الأبواق الإعلامية الإخوانية المحلية وكذا وسائل الإعلام الخارجية الداعمة للجماعة الإرهابية على ترويج هذه التصريحات العدائية؛ في محاولة مستميتة لإنقاذ مستقبل حزب الإصلاح سياسيًّا.

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي ردّ على "هذيان الميسري" في مؤتمره بالكشف عن عراقيل بدأ هذا المعسكر الإرهابي في زرعها في سبيل إفشال الاتفاق.

العولقي قال في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "الثلاثون سنة الماضية تؤكد ان الصعوبة ليس في إبرام الاتفاقيات بل عند تنفيذها فيحدث الفشل ويعود الصراع.. وثيقة العهد والاتفاق والمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة أمثلة حية على ذلك".

وأضاف: "بوادر وضع العراقيل أمام اتفاق الرياض، بدأت بتصعيد سياسي من عتق وحزم التحالف ضمان لنجاح الاتفاق".

وفي الفترة الأخيرة، اعتاد الميسري والجبواني على مهاجمة الإمارات إلى جانب الجنوب، لكنَّه الآن بات يهاجم السعودية ويُطلق ضدها التهديدات، ويأتي استعار الهجوم على ما يبدو بعدما أدرك الاثنان أنّهما لن يكون وجود لهما في حكومة ما بعد الاتفاق.

وقد أكّد الإعلامي السعودي سامي العثمان أنّ الجبواني حاول إفشال اتفاق الرياض، مشددًا على أن الاتفاق الذي تم ّبين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية تم رغمًا عنه.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "بالرغم من محاولة عميل الدوحة ومسقط وطهران وأنقرة الجبواني الذي أرعد وأزبد في محاولة بائسة ويائسة لإفشال اتفاق الرياض، إلا أن اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية تجاوز عمالته وخيانته المدوية! وأصبحت حقيقة على الأرض رغمًا عنه وعن أسياده الخونة".

ممارسات الميسري والجبواني أثبتت أنّهما لا يهتمان مطلقًا بواقع الأزمة اليمنية القائمة، وأنهما لا يهتمان إلا بمصالحهما الشخصية، بحثًا عن نفوذ في نظام أو منصب في حكومة، من أجل أن تسنح لهما الفرصة لتحقيق مآربها المتطرفة والفاسدة.

وفي تصريحاته أيضًا، واصل الميسري مخططه "الإخواني" الرامي إلى احتلال الجنوب، بتأكيده الاستعداد لشن عدوان على العاصمة عدن، وهو تهديدٌ يمكن القول إنّه لا يستحق الحبر الذي يُكتب به، باعتبار أنّ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، والتي يعتبر الميسري أحد أذرعها، كثيرًا ما حاولت احتلال العاصمة عدن، لكن مؤامراتهم دائمًا ما تسقط أمام بطولات جنوبية خالدة ووعي شعبي لا نظير له.

الجانب الآخر من تصريحات الميسري يمكن أن يكشف عن بوادر صراعات أجنحة تدور رحاها داخل حكومة الشرعية، لا سيّما مع وجود أطراف كثيرة معارضة لتوقيع الاتفاق مع المجلس الانتقالي، ويمكن حشر معارضي توقيع الاتفاق، في زمرة الإرهابيين والمفسدين والمنتفعين الذين يعملون على حفظ مصالحهم وأموالهم ونفوذهم، وعلى رأسهم من على شاكلة الميسري والجبواني.