الانتقالي بعد الهجمات الحوثية والإخوانية.. استراتيجية هادئة تردع كل المؤامرات
الجمعة 1 نوفمبر 2019 22:08:47
"ننتظر رد التحالف وجاهزون لكل الاحتمالات".. رسالة استراتيجية صدرت عن المجلس الانتقالي الجنوبي، على لسان نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، أفصحت عن موقف المجلس بعد الهجوم الإخواني الإرهابي على محافظة أبين أمس الخميس.
بن بريك قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "العالم ينظر لرد التحالف بقيادة السعودية تجاه تحرك جماعات تنظيم القاعدة المتدثرة بثوب الشرعية في أبين والذي الهدف منه عرقلة اتفاق الرياض المفترض توقيعه اليوم، هذا التحرك المتزامن مع تحرك الحوثيين في جبهة الضالع. كل ذلك لايمكن أن يكون محض صدفة.. الشعب الجنوبي جاهز لكل الاحتمالات".
وحمل تعقيب بن بريك الكثير من الدلالات، أولها تقدير دور التحالف العربي فيما يجري من تطورات، تأكيدًا للعلاقات الوطيدة التي تجمع بين المجلس الانتقالي والتحالف والجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية عبر الحوارات التي عقدت في مدينة جدة بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.
حكومة الشرعية التي حصلت على دعمٍ سياسي ومالي وعسكري واسع من التحالف العربي بقيادة السعودية على مدار سنوات، ردّت - وهي تحت السيطرة الإخوانية - على هذا الدعم بأن تعاونت مع تنظيمات إرهابية متطرفة، وقد تجلّى ذلك في مشاركة عناصر من تنظيم القاعدة إلى جانب المليشيات الإخوانية في الهجوم على أبين.
وتوارى قادة حزب الإصلاح الإخواني وراء عباءة الشرعية، في وقتٍ عملوا فيه على تكثيف تقاربهم مع المليشيات الحوثية من جانب وكذا تنظيمات إرهابية أخرى، في تحركات كان الهدف النهائي لها هو عرقلة التوقيع على اتفاق الرياض، الذي كان من المنتظر أن يتم التوقيع عليه صباح الخميس.
اللافت أنّ هجوم المليشيات الإخوانية في محافظة أبين تزامن مع أكبر هجوم للمليشيات الحوثية على محافظة الضالع والذي سطّرت فيه القوات الجنوبية بطولات ملحمية وتمكَّنت من صد المهاجمين، إلا أنّ هذا التزامن فضح تنسيقًا إخوانيًّا - حوثيًّا استهدف النيل من الجنوب وأمنه واستقراره.
وإزاء هذه التحديات الضخمة، فإنّ القيادة الجنوبية لن تترك الوطن أمام هذه المؤامرات التي تُحاك ضده، وهو عبّر عنه هاني بن بريك برسالة مختصرة موجزة شافية قال فيها: "الشعب الجنوبي جاهز لكل الاحتمالات".
الجنوب يملك قوة ردع، جاهزة على مدار الوقت أن تتصدَّى لكافة الأعداء الذين يتربصون بأرضه وشعبه وأمنه، وتجلّى ذلك في بطولات القوات الجنوبية أمام المليشيات الحوثية من جانب وأمام نظيرتها الإخوانية من جانب آخر.
ولعل الرسالة التي لم تفهمها المليشيات الإخوانية التي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، أنّ مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعات جدة، عبَّرت عن خوف أو على الأقل عدم رغبة في أي مواجهة عسكرية، لكنّ الوقائع على الأرض تُفضي إلى غير ذلك.
وعلى الرغم من ضخامة التحديات الراهنة وتكالب الكثير من الأعداء على الجنوب، إلا أنّ إحدى أكثر النقاط المضيئة والتي ستُسطر بأحرف من نور في التاريخ، هي التلاحم غير المسبوق بين أضلاع المثلث الجنوبي، وهي الشعب الواعي بقضيته والقيادة المحنكة سياسيًّا والقوات المسلحة الجنوبية التي تُرسم أعظم اللوحات العسكرية في ميادين الدفاع عن الوطن، وهو تلاحم لا شك أنّه سيتم البناء عليه في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض.
الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق جدة مع حكومة الشرعية.
ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.
"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.
القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.
الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.