الضنك في الحديدة.. وباء حوثي يتوغل في أجساد منهكة
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع القطاع الصحي أثمانًا فادحة من الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون وخلّفت وراءها الكثير من المآسي الإنسانية.
وتسبّب العبث الحوثي في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة في المناطق التي وقع فيها بطش المليشيات، ومنها محافظة الحديدة التي ودعت قرابة الـ20 شخصًا خلال أقل من أسبوعين جرّاء إصابتهم بحمى الضنك.
مصادر محلية قالت إنّ عدد الوفيات بوباء حمى الضنك والملاريا ارتفع إلى 18 حالة خلال الفترة من 21 أكتوبر الماضي حتى3 نوفمبر الجاري، كما تم تسجيل مئات حالات الإصابة بهذا الوباء وذلك في مديرية الجراحي.
وانتشر الوباء بالتزامن مع هطول الأمطار على المديرية وانتشار كثيف للبعوض، حيث تشير المعلومات الميدانية، إلى أنَّ غالبية الأسر في المديرية أصيبت بالوباء، في ظل غياب تام للرعاية الصحية من السلطات الصحية في المديرية الخاضعة لسلطات الحوثيين والمنظمات المحلية والدولية الإغاثية.
ومؤخرًا، قالت الأمم المتحدة إنّ قرابة 20 مليون يمني يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
منظمة الهجرة الدولية ذكرت عبر حسابها على "تويتر"، أنّ نحو 19,7 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، مشيرةً إلى أنَّ الفريق الصحي التابع لها في اليمن أجرى، الأسبوع الماضي، حوالي 24 ألفًا و500 استشارة طبية لرجال ونساء وأطفال باليمن.
ويدفع ملايين السكان نتائج الحرب الكارثية المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والتي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، ومنها القطاع الصحي، والوضع الاقتصادي، والأمن الغذائي.
على مدار سنوات خمس ارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الاعتداء على القطاع الصحي، مخلِّفةً وراءها مأساة غير مسبوقة، سواء عبر قصف وتعطيل المستشفيات وإغلاق الصيدليات وتفشي الأوبئة ونشر الفقر، وإهمال الوضع البيئي، وسرقة المساعدات الدوائية، وهي أسبابٌ كفيلة في مجملها لأنْ تؤدي إلى تفشي الأمراض.
وأصبح نحو مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 360 ألفًا دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جدًّا، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب تقرير صادرٍ عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
الوضع المروّع يشير كذلك إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفًا بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة، كما أنّ تقديرات المنظمات الأممية تكشف أنَّ حوالي 2,5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، إذ تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي تسببه، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.