المدّاحون النوّاحون

صلاح السقلدي

لو كان السيد خالد الرويشان وغيره ممن يسكبون اليوم دموع التماسيح الضارية خشية من ضياع وحدة هي بالأصل قد صارت وحدة افتراضية مسنودة بقانون القوة والاحتلال وبشرع الاستقواء بالغير لا بقوة العدالة والمساوة ولا بشرعية أصحاب الشأن منذ غزوة 94م والإنقلاب على وحدة 90م تمسكوا بمشروع تلك الوحدة، وعضوا عنها بالنواجذ لما عضوا اليوم أصابع الندم بالقواطع،أو فيما بعد ذلك التاريخ وقفوا بشجاعة ضد قرار الحرب بعيداً عن رعدة الفرائص التي ظلت تتملكهم أمام الرئيس السابق صالح حتى وهم يخلعون عليه كل ألقاب التبجيل والتعظيم وينظمون في بلاطه قصائد المديح وقريض الثناء و مقامات ومقالات التزلف، وأخذتهم العزة معه بالنهب والاستحواذ والهيمنة،وسطوة منطق نحن الأصل وهم الفرع,لما وصلنا اليوم جميعاً الى هذا المآل، ولما كان الجنوب آثر الإعراض عن مشروع لطالما حلم به وسعى له قولاً وفعلاً، ولما كان الرويشان وصحبه اليوم يؤدّونَ دور النائحة ويعضون أصابع الحسرة والندم فالمداح ذباح، ذباح لنفسه قبل الممدوح، ولما ظهرت حركة معارضة في شمال البلاد ، ولا صعد لهم السيد عبدربه منصور هادي لسدة الحكم يرهق أفكارهم ويهرق أقلامهم بتلقائية تصرفاته وعفوية تفكيره.

ولما احتاجوا لجيوش الشرق والغرب تعيد لهم جنتهم المفقودة وفردوسهم المسلوب.
ولكن لأن الطمع بالاستئثار بثروات الجنوب منذ اليوم الأول لحرب 94م بل منذ اليوم الأول للوحدة 90م بعقلية السبأي النهبوي، ولأن الجبُــن وإثار السلامة من قول كلمة حق أمام سلطان طماع أحمق قبل وأثناء وبعد تلك الحرب كانا سمعتا تعامل قوم الرويشان مع الآخرين، فأن من المنطقي والعدل أن تصير الأمور الى هذا المصير، ويشعر الرويشان بمرارة الخسارة، وبقيّــر الخسران، فالطمع خسرانا وندامة.


مقالات الكاتب