توجيهات حوثية طائفية.. ماذا طلبت المليشيات من عقال الحارات؟

السبت 9 نوفمبر 2019 02:26:22
testus -US

لا تُفوِّت المليشيات الحوثية يومًا إلا وتواصل ممارساتها التي حوَّلت ذكرى المولد النبوي الشريف إلى مناسبة طائفية.

ففي خطوة حوثية جديدة، وجّهت المليشيات المئات من عقال الحارات والشخصيات الاجتماعية الموالين لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بسرعة جمع تبرعات مالية وعينية من السكان بمناطقهم، وتوريدها لصالح قيادات المليشيات بتلك المناطق.

وقبل أيام، التقت إن قيادات حوثية متوسطة وعليا بعددٍ من عقال الحارات والشخصيات الاجتماعية الموالية لها في أحياء وحارات متعددة في صنعاء، ووجهتهم بضرورة جمع التبرعات المالية والعينية، وتجهيز قوافل غذائية متنوعة لدعم جبهات القتال الحوثية.

هذه الخطوة الحوثية فسّرتها مصادر مطلعة بأنّها تهدف إلى جمع أكبر قدر ممكن من التبرعات النقدية والعينية، في ابتزاز واستغلال قبيل حلول ذكرى المولد النبوي.

منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، لم تتوقّف المليشيات الحوثية عن ممارساتها الطائفية بغية تعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لها.

المليشيات الحوثية كثّفت في الساعات الماضية، من أعمالها الطائفية والتحريضية، وتسخير الطلاب والطالبات لتنفيذ مظاهرات ووقفات تقوم بها المليشيات.

وتزامنًا مع حلول ذكرى المولد النبوي، ألزمت المليشيات الحوثية مدراء المدارس وجميع الطلاب بإحياء فعالية المولد النبوي ورفع اللافتات والأقمشة ذات اللون الأخضر على جدران المدارس.

المليشيات وجّهت مدراء ومعلمي المدارس في محافظة ذمار، بإلزام الطلاب في الصفوف الدراسية للمراحل الابتدائية والإعدادية بحفظ بعض من زواملها التحريضية وتوزيعها وتقسيمها على الشُعب الدراسية بمختلف الصفوف.

وفي تعميم لها، شدّدت المليشيات على ضرورة حفظ الطلاب والطالبات حتى موعد الاحتفال بإحياء فعالية المولد النبوي وتكثيف أدائها في طابور الصباح.

تواصل المليشيات الحوثية ممارساتها الطائفية في ذكرى المولد النبوي الشريف، وإنفاقها ببذخ كبير للغاية على فعالياتها هذا العام.

وتقيم الوزارات والمؤسسات الخاضعة لمليشيا الحوثي في صنعاء فعاليات بمناسبة ذكرى المولد النبوي، حيث تنفق عليها مبالغ مالية مهولة.

وقال مصدر في وزارة النفط التابعة لمليشيا الحوثي لـ"المشهد العربي"، إن الوزارة أقامت حفلًا خطابيًّا بمناسبة المولد النبوي، كما أن تكلفة التورتة والحلويات في الحفل بلغت 30 مليون ريال، في حين أن التكلفة الحقيقة لا تتجاوز نصف مليون ريال.

وأضاف المصدر أنّ القيادات الحوثية تستغل هذه المناسبة للمزايدة والفساد بحجة الابتهاج بالرسول، فيما ترفض القيادات الحوثية صرف مساعدات مالية للموظفين المتوقفة.

وكانت المليشيات قد فرضت مبالغ مالية على إدارات المدارس الحكومية والأهلية والطلاب والطالبات، جبايات باسم المولد النبوي، حيث كشفت مصادر تربوية أنّ مليشيا الحوثي فرضت على جميع طلاب مدارس مديرية جبلة بمحافظة إب مبلغ 50 ريالًا دعمًا للمولد النبوي، وطالبت مدراء المدارس بتسليم المبالغ المالية إلي المركز التعليمي بالمديرية بحسب أعداد الطلاب الذين رفعت أسماءهم بكشوفات المدارس إلى مكتب التربية بالمديرية والمحافظة، وسط رفض طلابي واسع لتلك الجبايات واستياء كبير لدى أولياء الأمور جراء سطو المليشيات على مصروف أبنائهم.

وضمن ممارساتها الطائفية في هذه الذكرى العطرة، أجبرت المليشيات سائقي الباصات في صنعاء على تعليق لواصق فعاليتها السياسية المولد النبوي، حيث أجبرت قيادة المليشيات في وزارة النقل، وعبر مكاتبها في مديريات أمانة صنعاء، سائقي الباصات ومركبات النقل على تعليق لاصقات ويافطات الاحتفال بفعاليتها السياسية المولد النبوي 1441هـ.

وشنّ عناصر المليشيات والموظفين الموالين حملة نزول ميداني للفرز وتعليق اللواصق واللافتات الخاصة بالفعالية فوق باصات ومركبات السائقين وفي أماكن الفرز لباصات النقل.

وأجبرت المليشيات ملاك المطاعم والمستشفيات الخاصة والفنادق والمولات والمراكز التجارية في صنعاء على شراء الإنارة الخضراء والقصاصات الخضراء والبيضاء وتعليقها أمام المباني والشوارع الرئيسة احتفاء بفعاليتها السياسية ذكرى المولد النبوي.

وكانت مصادر في وزارة الاتصالات في حكومة الحوثيين "غير المعترف بها" قد كشفت عن تخصيص الوزارة أكثر من 200 مليون ريال مقابل تركيب أضواء زينة المولد وذلك في إطار استعدادات مبكرة للحوثيين لاستغلال مناسبة المولد النبوي, وتحويلها من مناسبة دينية جامعة للمسلمين إلى مناسبة سياسية طائفية مذهبية فئوية.

وقالت المصادر إنّ الوزير الحوثي مسفر النمير طالب كافة المؤسسات التابعة للاتصالات (مؤسسة الاتصالات – يمن موبايل – يمن نت – تليمن) بتخصيص مبالغ كبيرة لهذا الأمر, مشيرةً إلى أنّ المبالغ المصروفة حتى الآن تجاوزت 200 مليون ريال لتركيب أضواء على مؤسسات الاتصالات وشارع المطار.