مبرمج ألماني يبتكر تطبيق لإحياء حائط برلين
ابتكر المبرمج الألماني بيتر كولسكي، تطبيقا إلكترونيا يحمل اسم "ماور" في إطار البرنامج الرسمي لإحياء الذكرى السنوية الـ 30 لسقوط الجدار، والتي تحل هذا الأسبوع، في العاصمة الألمانية.
ويستخدم هذا التطبيق الذي يتم تنزيله على الهواتف الذكية، تقنيات الواقع المعزز لإطلاع المستخدم بشكل أعمق على الأحداث التاريخية.
فإذا ما اقترب المستخدم من المسار السابق للجدار، فإن التطبيق يعرض على شاشة المحمول الشكل الأصلي للجدار في تلك المنطقة قبل أن تتم إزالته.
ويمكن بواسطة هذا التطبيق استكشاف مسافة بطول أكثر من 160 كيلومترا من الجدار، حيث يروي تاريخ الجدار على لسان شخصيتين خياليتين هما "أندرياس" من شرق برلين و"يوهانا" من غربها، يصفان من وجهة نظرهما كيف شاهدا بناء الجدار وعمليات توسعته المستمرة.
ومن بين المشاهد التي يمكن متابعتها على التطبيق دبابات الاتحاد السوفيتي وهي تقف وجها لوجه أمام دبابات الحلفاء الغربيين على طرفي الجدار في أحد الأحداث العدائية بين الجانبين.
ويتوافر التطبيق على أجهزة آيفون وآيباد من شركة أبل، وتصل أحداث الرواية التي يقصها هذا التطبيق إلى ذروتها في خريف عام 1989، حيث يسمح التطبيق للزائرين بأن يتعرفوا بأنفسهم على تجربة سقوط الجدار تماما كما لو كان التاريخ قد عاد بهم إلى الوراء في خمس مناطق مختلفة بالعاصمة الألمانية من بينها بوابة براندبرج وشارع كورفورشتيندام وميدان ألكسندر.
ولابد أن يتأكد كل سائح يستخدم هذا التطبيق أثناء استكشاف المدينة أن هاتفه مشحون جيدا، لأن العمليات الحوسبية التي يقوم بها الهاتف باستخدام تقنيات الواقع المعزز تتطلب قدرا كبيرا من الطاقة.
ويمكن استخدام التطبيق "ماور" في المنزل لاستعراض خطوات بناء الجدار على سبيل المثال، حيث يمكن متابعة خطوات بناء الجدار عبر شوارع برلين في مراحلها المختلفة، ومشاهدة النقاط التي كان يقف عندها الحرس وأبراج المراقبة.
ويحتوي التطبيق على العديد من الصور والنصوص التي تم الحصول عليها من "مؤسسة جدار برلين" والتي تعطي مزيدا من المعلومات بشأن هذه المرحلة المهمة من تاريخ برلين.
ويستطيع زوار برلين أن يعودوا بالزمن للوراء عند نقطة تفتيش "تشارلي" بفضل تقنية الواقع الافتراضي، حيث تقدم شركة "تايم رايد جي.إم.بي.إتش" رحلة افتراضية عبر برلين المنقسمة.
وبعد مشاهدة مقطع فيديو قصير يعطي مقدمة عن هذه الحقبة عندما كان "جدار الحماية من الإمبريالية" مازال يقسم المدينة إلى شطرين، يستطيع السائح اختيار الاستماع إلى أقوال "شاهد معاصر" من بين ثلاث شخصيات مختلفة يصاحبونه في مراحل الجولة ويتحدثون عن تجاربهم الذاتية المختلفة عن هذا العصر.
وتبدأ الرحلة الافتراضية مباشرة من عند نقطة تفتيش "تشارلي" وذلك عبر ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، يستطيع السائح أن يستقل "حافلة سياحية" افتراضية تسير به في طريق "فريدريش شتراسه" بجانب نقطة التفتيش الحدودية القديمة ثم أماكن المراقبة مرورا بسوق "جندارمن ماركت" الذي مازال في صورة أنقاض بعد تدميره خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى شارع "لايبزيج" الذي يتميز بأبنيته العريقة بجوار الجدار، وتنتهي الرحلة في ميدان "بالاست دير ريببليك".
جدار برلين هو الفاصل الذي قسم العاصمة الألمانية إلى شطرين على مدار 28 سنة، قبل أن يسقط في نهاية المطاف منذ 30 عاما.
سقط الجدار الشهير في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1989، وسط أجواء من الفرح، لسنوات، حيث كان رمزاً مؤلماً لتقسيم ألمانيا، والمواجهة بين المعسكر السوفييتي والعالم الغربي.
ورغم أنه لم تعد هناك بالكاد أي بقايا من الجدار في أجزاء كثيرة من العاصمة، إلا أن شريطا من الأحجار مازال باقيا في بعض الشوارع ليحدد مساره السابق، وإن كان من السهل أن يمر المرء بجانبها مرور الكرام دون أن يلتفت حتى إلى وجودها.
ولا تزال ذكريات جدار برلين تعيش في بعض المواقع ذات القيمة التاريخية مثل نقطة تفتيش "تشارلي" وشارع "بيرناور شتراسه"، وتعتبر تلك الأماكن من المزارات الرئيسية للسائحين في العاصمة الألمانية.