قافلة الملابس الشتوية.. نظرة أخرى على التكاتف الجنوبي
"قيادة سياسية محنكة، قوات مسلحة باسلة، شعب واعٍ".. ثلاثة أضلاع لمثلث قوة الجنوب تتكاتف جميعها في مواجهة التحديات التي تحاصر الجنوب من أكثر من اتجاه في الفترة الأخيرة.
هذا التكاتف تجلّى جيدًا فيما أقدم عليه أهالي يافع، حيث قدّموا قافلةً تحتوي على كمية من الملابس الشتوية؛ دعمًا للقوات الجنوبية المرابطة في جبهات القتال بمحور الضالع.
وتأتي القافلة ضمن سلسلة قوافل أرسلها الأهالي للتأكيد على أن الضالع ويافع وكل أبناء الجنوب يد واحدة ولحمة واحدة.
فيما قدم قادة الجبهات، شكرهم لأبناء يافع على تقديمهم هذه القافلة والقوافل التي سبقتها سواءً الصحية أو الغذائية أو اللوجستية.
وتعتبر هذه القافلة بادرة إيجابية وهامة بالتزامن مع بداية فصل الشتاء الذي تشهد فيه مختلف مناطق محافظة الضالع موجات برد قارسة.
الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.
ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.
"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.
القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.
الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.
ويمكن القول إنّ تكاتف هذه الأضلاع الثلاثة ولُحمتها أمرٌ كافٍ من أجل صد كافة المؤامرات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه، على كافة الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا.