بين الموت والنزوح.. المرأة اليمنية تعاني ويلات انتهاكات الحوثي

الأحد 17 نوفمبر 2019 02:54:21
testus -US

تعاني المرأة اليمنية ويلات الحرب الحوثية التي بدأت قبل خمس سنوات في أعقاب الانقلاب على الشرعية، وأضحت أمام خيارين كلاهما مر، إما أن تتحمل الانتهاكات اليومية التي لا تتوقف عن ارتكابها المليشيات المدعومة من إيران أو النزوح إلى المجهول بحثاً عن مصير آخر بعيد عن الكابوس الحوثي.

واضطر العديد من الفتيات والسيدات إلى النزوح هرباً من جحيم الحرب الحوثية، وبحسب مصادر حكومية فإن مليوني امرأة نزحن بسبب الحرب التي سببتها ميليشيا الحوثي، في مناطق متفرقة داخل وخارج اليمن.

وقال مسؤولون يمنيون إن أكثر من مليوني امرأة نزحن جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ أكثر من 5 سنوات. مطالبين الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لحماية النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا.

وأوضحوا أن الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي ساهمت بشكل كبير بزيادة معاناة المرأة، ووصل عدد النساء النازحات إلى أكثر من مليوني امرأة. كما تسببت في حرمان أكثر من 1.5 مليون امرأة من الخدمات الصحية أثناء الحمل.

ودعوا المنظمات الدولية والأمم المتحدة لإدانة ما تتعرض له المرأة في المحافظات غير المحررة، واتخاذ إجراءات حماية للمرأة.

وبحسب حقوقيين فإن هناك كما كبيرا من الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الحوثي تجاه المرأة، والتي تتعلق بالصحة والتعليم، وتزايدت عمليات القصف والقنص وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب انتشار التعذيب وعمليات الخطف والإخفاء القسري، لافتًا إلى أن ميليشيا الحوثي اعتقلت أكثر من ثلاثمائة امرأة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولا زال داخل السجون نحو 288 امرأة وسط ظروف احتجاز سيئة.

من جانبه أوضح إسلام فوقي، مدير وحدة تحليل السياسات بمؤسسة ماعت ، أن الإحصائيات التي توصلنا إليها خلال السنوات الأربع الأخيرة تبين ارتكاب الحوثيين أكثر من 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ما بين القتل والإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف، وبالأخص في المدن والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي.

وأضاف فوقي، أن العدالة لا تزال بعيدة المنال، وسط كم كبير من الانتهاكات الصارخة التي تُرتكب بشكل ممنهج وبلا محاسبة، بما في ذلك ممارسات الاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية التي تصل إلى مصاف جرائم الحرب.

وخلال شهر إبريل الماضي، كشف مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف اليمنية عن رصده أكثر من 5 آلاف حالة انتهاك بحق المرأة من قبل ميليشيات الحوثي، في المحافظة منذ عام 2016 وحتى 2018.

وذكر المكتب في مؤتمر صحافي ، أن الانتهاكات شملت 20 حالة قتل، و83 إصابة، والتسبب في منع وحرمان 50 فتاة من الالتحاق بالتعليم في الكلية بمركز المحافظة، وإصابة 40 حالة بحالات نفسية نتيجة لانتهاكات.

كما سجل الفريق خمسة آلاف حالة نزوح وتهجير للنساء بمحافظة الجوف فقط، مشيرا إلى تواجد نحو 25 ألف أسرة نازحة من مختلف المحافظات.

وقال مدير مكتب حقوق الإنسان عبد الهادي العصار "إن انتهاكات الميليشيات في محافظة الجوف، طالت كل أشكال الحياة في ظل صمت وعجز دولي وأممي وإقليمي عن ردع هذه الميليشيات".

وأضاف التقرير" هناك العشرات من النساء اللواتي تعرضن للاحتجاز في مراكز التفتيش التابـعة للميليشيات، ومنعن من المرور كونهن أقارب لأشخاص في الشرعية اليمنية، ما تسبب في تشتيت شمل الأسرة والعائلة"، لافتا إلى أن الميليشيات ارتكبت الانتهاكات لحقوق المرأة شملت جميع المستويات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية.