هجوم حوثي عنيف على التحيتا.. نسفٌ آخر لطريق السلام
واصلت المليشيات الحوثية ارتكاب الخروقات في محافظة الحديدة، على النحو الذي يُجهِض أي فرصة لإحلال السلام.
ففي الساعات الماضية، شنَّت مليشيا الحوثي هجومًا عنيفًا على مديرية التحيتا الواقعة جنوب محافظة الحديدة بالأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية.
مصادر محلية في التحيتا قالت إنَّ المليشيات شنّت هجومًا عنيفًا على الأطراف الجنوبية لمركز مدينة التحيتا، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالقذائف المدفعية.
وأضافت المصادر أنَّ المليشيات أطلقت عشرات القذائف من مدفعية الهاون الثقيل صوب الأحياء السكنية المكتضة بالسكان في وسط مدينة التحيتا وبشكل عنيف، بالتزامن مع الهجوم على مناطق جنوب المدينة.
وفي ذات السياق، أوضّحت مصادر عسكرية ميدانية أنَّ المليشيات الحوثية شنّت هجومًا واسعًا على مناطق جنوب التحيتا، كان الثاني من نوعه أمس الأحد، بعد أن شنت ظهر أمس هجومًا عنيفًا على المناطق ذاتها.
وأكَّدت المصادر أنَّ المليشيات تحاول التوغُّل لسحب جثث عشرات القتلى من مسلحيها الذين سقطوا ظهر أمس خلال تصدي القوات المشتركة لهجوم الحوثيين على مناطق جنوب المديرية.
الخروقات الحوثية مثَّلت تصعيدًا جديدًا يُضاف إلى جرائم المليشيات في هذا الصدد منذ أن توقيع اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، وهي جرائم أفرغت الاتفاق من محتواه وأجهضت فرص تحقيق السلام.
وكانت مصادر ميدانية قد كشفت مؤخرًا، أنّ المليشيات الحوثية عملت على تحشيد متسارع ومستمر في مناطق مختلفة بالحديدة والساحل خلال سريان التصعيد غير المسبوق، على النحو الذي يؤدي إلى تفجير شامل للأوضاع في الساحل الغربي وجنوب الحديدة باستخدام مكثف للطيران المسير.
ونشرت المليشيات أسلحةً ثقيلةً ومنصات صواريخ في الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة، تحشد عناصرها في القرى والمناطق التي تسيطر عليها بجنوب محافظة الحديدة وتجاه التحيتا بصورة خاصة.
وتطلق المليشيات عشرات الطائرات المسيرة بشكل غير مسبوق في أجواء الجبهات والمديريات والتجمعات السكنية والمدن الرئيسية.
وتتحمل المليشيات الحوثية مسؤولية إفشال اتفاق السويد الذي تمّ توقيعه في ديسمبر من العام الماضي، بعدما ارتكب الانقلابية أكثر من 12 ألف خرق لبنود الاتفاق.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي، في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، تطورات الأزمة اليمنية.
الجلسة من المقرر أن تشهد مشاورات علنية لمناقشة التطورات على الساحة اليمنية في مختلف المجالات لا سيما السياسية والإنسانية، كما سيقف مجلس الأمن أمام المستجدات السياسية في ضوء الجهود التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث ضمن اتفاق السويد.
ويقدم جريفيث إحاطة لأعضاء مجلس الأمن تعرض نتائج زياراته ولقاءاته في كل من الرياض وصنعاء ومسقط وما تمخض عن لقاءاته مع حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية والمسؤولين السعوديين في سبيل تعزيز التهدئة العسكرية وتطبيق اتفاق السويد والمساعي المبذولة لاستئناف المشاورات السياسية.
الإحاطة، وفقًا لمصادر مطلعة، ستُقدم تقييمًا لمستوى الإنجاز في تنفيذ بنود اتفاق السويد، بالإضافة إلى اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية برعاية المملكة العربية السعودية، وانعكاساته الإيجابية في التمهيد لتسوية سياسية شاملة للأزمة.
كما يستمع مجلس الأمن إلى تقرير تقييمي للحالة الإنسانية في اليمن يقدمه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ مارك لوكوك.