حرب الحوثي غير الناعمة.. ماذا فعلت المليشيات بـنساء صنعاء؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، نالت النساء صنوفًا عديدة من الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون.
ففي واقعة حوثية جديدة، كشفت مصادر "المشهد العربي" أنَّ فرقًا من المليشيات انتشرت في شوارع صنعاء ووزَّعت منشورات ضد بالطوهات النساء لإلزامهن بمواصفات معينة.
وقالت المصادر إنَّ الحملة التي تنفذها المليشيات تأتي في إطار ما تسمى "الحرب الناعمة"، وتوجيهات زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، موضحةً أنَّ الفرق الحوثية تضايق النساء والفتيات وتطالبهن بارتداء "بالطو عريض" بدعوى أن البالطو الضيق يجعلها تُثير الفتنة.
وقالت الناشطة آرود الخطيب، إنّ أحد عناصر مليشيا الحوثي تعرض لها في شارع الرباط بصنعاء أمس وتهكم على البلطو الذي ترتديه.
وكانت المليشيات قد أصدرت تعليمات بشأن بالطوهات الطالبات ومواصفتها للجامعات الحكومية والأهلية، كما طالبت الجامعات بإلزام الطالبات بذلك.
وتُظهر مليشيا الحوثي تشددًا دينيًّا على غرار الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفعت النساء أثمانًا باهظة جرّاء الانتهاكات العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
تقارير رسمية كشفت أنّ الحرب الحوثية تسبَّبت في نزوح أكثر من مليوني امرأة، وذلك هربًا من الجرائم العديدة التي اقترفتها المليشيات الحوثية ضدهن.
بينما تمنح كافة المواثيق والدساتير، حقوقًا كاملة للمرأة إيمانًا بأهمية دورها في المجتمعات، إلا أنَّ مليشيا الحوثي كان لها توجه مخالف في هذا السياق، بتعاملها البشع مع "النساء" على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وكشفت دراسات اجتماعية وأخرى حقوقية، أنَّ الانهيار الاقتصادي الناجم عن الحرب الحوثية أسفر عن تدمير هيكل سوق العمل، إذ تشير البيانات إلى أنّ النساء العاملات تضررن عموماً جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي أكثر من قرنائهن من الرجال.
وسبق أن كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن اعتقال عشرات النساء اليمنيات من مقاه وحدائق ومحلات عامة واحتجازهن في فلل تابعة لقيادات حوثية.
ونقلت الوكالة عن منظمة مكافحة الاتجار بالبشر أنّ القيادي الحوثي سلطان زابن هو المسؤول عن هذه الاعتقالات، وأنّ الفتيات المعتقلات يتعرضن للتعذيب والضرب والابتزاز، وهو ما أكَّدته أيضًا صحيفة "واشنطن بوست" التي قالت إنَّ الفتيات يتعرضن للابتزاز من خلال توجيه تهم أخلاقية لهن، من أجل سرقة أعراضهن.
كما كشفت إحصائيات حقوقية أنّ ما يزيد عن 2000 معتقلة يقبعن في معتقلات المليشيات الحوثية في صنعاء، يتعرضن للتعذيب بطرق وحشية.
ويقول حقوقيون إنّ ممارسات مليشيا الحوثي من خطف وسجن وتعذيب تمثّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية وتحدي المجتمع الدولي.
وتتعرض المعتقلات للضرب بالهراوات والعصي الكهربائية والتهديد بالاغتصاب لابتزاز ذويهن والحصول على أموال طائلة، في وسيلة جديدة لجأت إليها المليشيات لكسب الأموال.
وتعمل مليشيا الحوثي على تلفيق اتهامات كيدية للنساء اللواتي يتم اعتقالهن من المنازل أو اختطافهن من الشوارع، معظمها تتعلق بما تُسميه "التخابر" مع التحالف العربي، رغم أن الكثير منهن تجاوز العقد الخامس والسادس من العمر، في الوقت الذي يعجز أقاربهن عن الاتصال أو الوصول إليهن، ما يجعلهم خاضعين لابتزار المليشيات ودفع ما يطلبونه من أموال ومجوهرات.
وكشفت إحصاءات عن السنوات الأربع الأخيرة، أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء، ما بين القتل والإصابة والاعتداء الجسدي وحالات العنف، وبالأخص في المدن والمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
وخلال الفترة من يناير إلى يونيو 2018 فقط، قُتلت 129 امرأة وأصيبت 122 من جراء الهجمات والأسلحة النارية وسلاح القناصة والألغام، كما تم اختطاف 23 امرأة، وتتحمّل المليشيات الحوثية المسؤولية بشكل مباشر عن تلك الانتهاكات، إلى جانب ممارساتها أبشع أنواع الانتهاكات الأخرى التي تشمل التشويه والتحرش الجسدي واللفظي واستغلالها في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمان المرأة من التعليم والعمل، وكذا إجبارها على الزواج المبكر.