التحركات السياسية للانتقالي تضيق الخناق على مراوغات الشرعية
لم ينجرف المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المناوشات العسكرية التي حاولت مليشيات الشرعية جره إليها في خطوة من شأنها إفشال اتفاق الرياض، وتمسك المجلس بأقصى درجات ضبط النفس لحين دراسة الأمور بعناية ودقة قبل أن يكون القرار بأن يكون التحرك سياسيا، وظهر ذلك من خلال جملة من المطالبات التي قدمتها هيئة رئاسة الانتقالي في اجتماعها الأسبوعي الذي عقدته، اليوم الأحد.
مطالب الانتقالي جاءت منطقية في مجملها ولم تخرج من إطار اتفاق الرياض، لكنها في الوقت ذاته ألقت الضوء على نقاط مهمة تهربت منها مليشيات الشرعية حتى الآن وترفض تنفيذها، وهو ما من شأنه يضع الأمور في نصابها السليم أمام المجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب تطبيق الاتفاق، وكذلك فإنها إشارة للتحالف العربي باستخدام الحسم في تطبيق بنود الاتفاق.
ويرى مراقبون أن التعامل الجنوبي مع مراوغات الشرعية لابد أن يركز على الجوانب السياسية مع ضرورة قوة الردع العسكرية متى اقتضت الضرورة إلى ذلك، بحيث لا يمسح بتمدد مليشيات الشرعية مثلما تسعى هي لذلك، وبالتالي فإن الخروج إلى العلن لإعلان حقيقة ما يجري على أرض الواقع يعد ضرورة مهمة في ذلك التوقيت الذي ينتظر فيه العالم تطبيق بنود المفاوضات التي جرت في جدة على مدار الشهرين الماضيين.
وبحثت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري الأسبوعي، اليوم الأحد، تهرب ومماطلة حكومة الشرعية في صرف رواتب الوحدات العسكرية، ولفتت إلى مخطط للدفع بقطاع واسع من أبناء الجنوب نحو التصعيد وخلط الأوراق بهدف إفشال تنفيذ اتفاق الرياض.
ونظم جنود ومتقاعدون عسكريون، وقفة احتجاجية، صباح اليوم الأحد، في منطقة صيرة بمديرية كريتر، التابعة للعاصمة عدن، وطالب المحتجون، الجهات المعنية، بصرف مستحقاتهم المالية من مرتبات وغيرها بعد انقطاع دام عدة شهور.
فيما طالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي من قيادة التحالف العربي، بالضغط على حكومة الشرعية لصرف الرواتب، كأول إجراء ملزمة بتنفيذه، وفقاً لاتفاق الرياض.
وأعرب الحاضرون عن تقديرهم لجهود الهيئة العسكرية الجنوبية، والتزامها أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد في ظل التدهور الكبير للأوضاع المادية لشريحة واسعة من أبناء الجنوب.
واستعرض الاجتماع تنصل حكومة الشرعية من واجبها في تقديم الخدمات المناطة بها تجاه المواطنين، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء، في ظل التهرب من صرف استحقاقات محطات التوليد من مادتي الديزل والمازوت، ووقف اعتمادات قطاع المياه، للشهر الثالث على التوالي.
وحذرت الهيئة، خلال الاجتماع، من محاولات تسليم محافظة المهرة لقيادات إخوانية إرهابية، داعية التحالف العربي إلى سرعة التعامل مع الموقف لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة والجنوب بشكل عام.
وعبرت الهيئة عن تقديرها لمبادرة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، بإعلان العفو العام عن الموقوفين الجنوبيين بسبب أحداث أغسطس، والذين تم الافراج عنهم مباشرة فور صدور قرار العفو.
وطالبت قيادة التحالف العربي بإلزام حكومة الشرعية بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين في شبوة ومأرب، المحتجزين لأكثر من ثلاثة أشهر في ظروف سيئة وبشكل استفزازي وتعسفي.