في العيد الوطني الـ 52.. القائد الزُبيدي: قريبون من استقلال جديد
وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم السبت، خطابا إلى شعب الجنوب، في الذكرى الـ 52 للاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر.
واستهل خطابه، بتوجيه التهنئة بذكرى الاستقلال إلى أبطال القوات المسلحة والأمن ورجال المقاومة الجنوبية الباسلة، ووصفهم بأنهم صُنّاع الانتصارات الحاسمة والمكاسب الوطنية الكبيرة وحماتها.
وأضاف: "نقف اليوم أمام ذكرى حدث كبير غيّر مجرى التاريخ الجنوبي، وجسّد عظمة الآباء المناضلون الذين صنعوا بإمكاناتهم المحدودة وعزيمتهم العظيمة نصراً كبيراً على الاستعمار وأعوانه، دون أن ننسى أن ثمن هذا النصر كان غالياً جداً، دفعه شعبنا من دماء وأرواح خيرة رجاله وبناته وشبابه، الذين خاضوا ضد المحتل نضالاً طويلًا على مدى عقود".
وأوضح أن: "حربا ضروسا استمرت لأربعة أعوام، منذ انطلاق الثورة في الرابع عشر من أكتوبر ١٩٦٣م، حتى الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧".
وتابع: "هذه الانتصارات الوطنية التي تمثل جزءً من تاريخ الجنوب المُشرّف، لا يمكن أن تستسلم للمؤامرات والظروف القاهرة التي مرت طيلة العقود الماضية، لذا فإن إرادة شعبنا اليوم مازالت حاضرة وقوية وقادرة على تصويب الأخطاء وتجاوز عثرات الماضي واستعادة مجد ونقاء نوفمبر"
وأردف: "ونحن نستعيد ذكريات الأمس وأحداثه وما مر به وطننا من انكسارات وانتصارات، فإننا نقولها بمنطق المؤمن بوعد الله والواثق بعدالة قضيته، وعزيمة رجاله، إننا اليوم أقرب ما نكون من صنع فجر استقلال جديد".
وأكد أن: "شعبنا الجنوبي وخلال ثورته الثانية الممتدة منذ العام ١٩٩٤م، وحتى اليوم، قدم قوافلا طويلة من الشهداء والجرحى، وعلى ضفاف ثورتنا الخالدة هذه سالت دماء طاهرة كثيرة وما من ثمن لهذه الدماء الزكية سوى النصر والمجد، الذي يليق بشعب كشعبنا ووطن كالجنوب".
وجدد العهد مع شعب الجنوب، قائلا: "نجدد عهدنا لشعبنا بأن نسير به في طريق آمن لبلوغ غاياته، وقد بدأنا ذلك فعلاً وحققنا من النجاحات ما يجعلنا مطمئنين بأن المستقبل لنا والنصر حليفنا والخذلان للموهومين والطامعين بمصادرة حقنا في أن نكون على أرضنا سادة أحرار".
وشدد على أن: "ثقتنا بالله وبعدالة قضيتنا وإرادة شعبنا، وبمواقف الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، التي نشاركها بيوم 30 نوفمبر من كل عام تخليدآ لذكرى شهدائها الأبرار، الذين قدموا أرواحهم في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن بلادنا وعن القضايا الوطنية والعربية ونصرة المظلومين، تدفعنا إلى الرضا وتعزز فينا الآمال بأن عهد الاستكبار على شعبنا واستعباده قد ولى".
ولفت إلى أننا: "بدأنا مساراً سياسياً جديداً تمثل بتوقيع اتفاق الرياض، الذي وضع قضيتنا العادلة أمام العالم أجمع، وسيحميها من محاولات التضليل والتعتيم عليها ".
ونبه إلى أن: "رهاننا على المستقبل وبناء جنوب جديد، لن يتحقق إلاّ بوحدة وتلاحم الجبهة الداخلية للجنوب، وبتشابك أيادي الجميع للمضي معاً نحو المستقبل ولذلك فإننا، نجدد تمسكنا بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ونبذ ورفض ثقافة الفرقة، وتعزيز قيم التعايش والقبول بالآخر، فالجنوب لن يبنى إلاّ بسواعد كل أبنائه".
وتعهد بأن يظل المجلس الانتقالي الجنوبي، ثابتا على المبادئ والأهداف التي تأسس لأجلها، مدركاً لحقيقة ثابتة لا تتغير أن الجنوب وطن وهوية جامعة لكل وبكل أبنائه بمختلف شرائحهم واطيافهم، وأن إرادة شعبه الحرة الغالبة، هي أساس ومصدر شرعية كل سلطة ومرجعية حاكمة وحاسمة لأي خلاف أو تباين في الرؤى والمشاريع السياسية".