توقعات بتراجع مبيعات السيارات عالمياً بنسبة 5 %
في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، توقعت الرابطة الألمانية لصناعة السيارات تراجع مبيعات السيارات عالميا 5 في المائة هذا العام، في أكبر هبوط منذ الأزمة المالية، وحذرت من مزيد من خفض الوظائف في 2020 نتيجة لذلك.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه دراسة أن كبرى شركات السيارات على مستوى العالم لم تنجح حتى الآن في تحقيق القدر نفسه من الأرباح التي حققتها العام الماضي، وذلك على الرغم من أن الربع السنوي الثالث من العام الجاري كان أفضل بكثير من نظيره العام الماضي، وهو الربع الذي أعقب أداء ضعيفا خلال النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب "رويترز"، قال برنهارد ماتيس، رئيس الرابطة للصحافيين "المنافسة تشتد، الرياح المعاكسة تزداد قوة"، مضيفا أن الرابطة تتوقع تراجع مبيعات السيارات عالميا بما يراوح بين 4.1 مليون لتصل إلى 80.1 مليون سيارة هذا العام، مدفوعة بتراجع في الصين.
وتعاني صناعة السيارات الألمانية المعتمدة على التصدير ضعف الطلب الأجنبي وحرب الرسوم الجمركية الناجمة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "أمريكا أولا" وغموض في القطاع مرتبط بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
كما يواجه القطاع، الذي يعد محركا مهما لمجمل النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا، متاعب في التكيف مع قواعد أكثر صرامة أعقبت فضيحة غش في الانبعاثات وإدارة تحول أوسع من محركات الاحتراق إلى السيارات الكهربائية.
وذكر ماتيس أن حجم العمالة في القطاع تقلص بالفعل هذا العام، وأن هذا التوجه سيزداد سوءا في 2020، لكنه لم يحدد أرقاما لحجم التسريحات المتوقعة.
ووصل عدد العاملين في صناعة السيارات في ألمانيا في 2018 إلى 834 ألفا، وهو أعلى مستوى منذ 1991.
وأفادت وحدة أودي للسيارات الفاخرة التابعة لـ"فولكسفاجن" أنها ستخفض عدد الوظائف بما يصل إلى 9500 وظيفة، أو 10.6 في المائة من إجمالي عدد العاملين، بحلول 2025، ما سيتيح مليارات من اليورو لتمويل تحولها إلى إنتاج السيارات الكهربائية.
وأشارت مجموعة روبرت بوش، وهي أكبر مورد لقطاع السيارات في ألمانيا، الشهر الماضي إلى أنها تخطط لخفض عدد الوظائف بمقدار 1600 في ألمانيا على مدار العامين المقبلين في قطاعات تتعلق بتكنولوجيا محركات الاحتراق.
جاء هذا بعد إعلان منافستها "بروزا جروب" أنها ستخفض عدد الوظائف في ألمانيا بمقدار ألفي وظيفة على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة بسبب تراجع الأرباح، مرجعة السبب إلى تراجع السوق الصينية وتغيرات في القطاع وضغوط عالمية على الأسعار.
وتتوقع الرابطة تراجع مبيعات السيارات في ألمانيا 4 في المائة لتصل إلى 3.43 مليون في 2020 وأن تهبط 2 في المائة إلى 15.3 مليون في أوروبا.
ومن المتوقع أن تنخفض سوق السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة 3 في المائة إلى 16.5 مليون العام المقبل، بينما من المنتظر أن تهبط مبيعات السيارات في الصين 2 في المائة إلى 20.5 مليون.
وبالعودة للدراسة التي أعدتها شركة آرنست آند يانج، للخدمات الاستشارية، حققت هذه الشركات زيادة قدرها 16 في المائة في أرباحها، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن حجم هذه الأرباح على مدى جميع الأرباع الثلاثة السنوية الماضية لا يزال أقل 11.5 في المائة، مقارنة بالعام الماضي.
ولا تزال أعداد مبيعات السيارات أسوأ إجمالا عما كانت عليه 2018.
وقال معدو الدراسة إن ارتفاع الإيرادات في الفترة نفسها سببه أن كثيرا من شركات السيارات أصبحت تبيع وبشكل متزايد سيارات أكبر وأغلى ثمنا، "حيث أصبح التوجه نحو صناعة السيارات الأكبر والأغلى سعرا يمتص حاليا الآثار الناجمة عن تراجع أعداد مبيعات السيارات، ويتسبب في تزايد الأرباح"، حسبما أوضح خبير الشركة، بيتر فوس، مضيفا "ولكن هذا التطور يمثل مشكلة على المدى المتوسط، حيث إن هناك صعوبة متزايدة في الالتزام بالقيود الصارمة، التي تمليها اللوائح القانونية الرامية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".
وحسب الدراسة، فإن شركة تويوتا اليابانية كانت أكثر شركات العالم أرباحا في الربع السنوي الثالث من العام الجاري، حيث كانت الشركة الأكثر مبيعا والأكثر إيرادات والأكثر أرباحا، تليها وبفارق ضئيل في قائمة ترتيب شركات السيارات الأكثر ربحية، شركة "بي إم دبليو" الألمانية، في حين جاءت شركة فولكسفاجن في المركز الرابع وشركة دايملر في المركز السابع.