مجددا.. انتفاضة الفقراء الثانية على أعتاب إيران

الاثنين 9 ديسمبر 2019 13:08:20
testus -US

شدد باحث ومعارض إيراني على أن التظاهرات التي شهدتها عدة مدنٍ إيرانية في 15 نوفمبر لمدة 5 أيام، قد تعود مجدداً على شكل "انتفاضة"، وذلك لأسباب اقتصادية وأخرى سياسيّة، على حدّ قوله.

وقال الباحث الإيراني، عباس خرسندي، سكرتير حزب "الجبهة الديمقراطية" الإيراني في الخارج إن "المتظاهرين في إيران يُقتلون في الشوارع وتحت التعذيب في السجون منذ الاحتجاجات الّتي حصلت في العام 2017 وكذلك قُتِلوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد الشهر الماضي".

وأضاف خرسندي في مقابلة مع "العربية.نت" أن "أسباب هذه الاحتجاجات كثيرة، ومنها مُطالبة المتظاهرين بواقع معيشي أفضل إلى جانب سعيهم للحرية، الأمر الذي قد يساهم في تحول تلك الاحتجاجات مستقبلاً لثورة حقيقية ضد النظام في إيران"

عودة الفقراء إلى الشوارع

إلى ذلك، أوضح أن "منْ يشارك في الاحتجاجات - عادة هم بنسبةٍ كبيرة - طبقتان من الناس الطبقة الفقيرة والمتوسطة الحال، وباختصار، فيما لو فشلت الطبقة الأخيرة وتراجعت عن مواصلة احتجاجاتها، فإن الطبقة المحرومة ستستمر بالتظاهر، خاصة أن أعدادها كبيرة وتصل نسبتها لنحو 70% من عموم سكان إيران، بحسب إحصائيات صادرة عن نائب الرئيسي حسن روحاني، لذلك أتوقع أن يعود هؤلاء مجدداً للتظاهر ويقودوا ثورةً لأجل حريتهم".

كما اعتبر المعارض الإيراني الذي قضى ثماني سنوات في السجن لمعارضته حكومة بلاده "أنه على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية لعبت دوراً كبيراً في هذه الاحتجاجات، إلا أن سلوك النظام الإيراني هو السبب الرئيسي لاندلاعها، بالإضافة لعدم وجود استقرار سياسي وأمني في بلادنا، وهذا يعني أن النظام الأيديولوجي وسلطاته الدينية لا تستطيع أن تحكم بطريقة علمانية".

العقوبات الأميركية

ولفت إلى أن "العقوبات المفروضة على إيران هددت السلطات الحاكمة وشكّلت ضغوطاً على النظام السياسي وتسبّبت بشللٍ مالي، لكنها كذلك حقنت المحتجين الإيرانيين الّذين يطالبون الحكومة بالاستجابة لمطالبهم، لذلك تظاهروا الشهر الماضي، وكانت الذريعة ارتفاع أسعار الوقود، وفي الواقع يدرك الشعب الإيراني أن جميع السياسات الخاطئة للنظام وتدخلاته العسكرية في الشرق الأوسط، وكذلك محاولات صناعة الأسلحة النووية، هي من بين العوامل الرئيسية الّتي ساهمت بخلق أزمة واسعة في البلاد".

كما تابع قائلاً "الشعب الإيراني توّصل لنتيجة مفادها أنه لا يمكن أبداً إصلاح الهيكل السياسي للنظام الحاكم بعد المجازر الجماعية الّتي ارتكبتها قواته العسكرية خلال التظاهرات الأخيرة وأمامهم طريق واحد، وهو إسقاط هذا النظام بأكمله، لذلك يتابعون بسعادة تصريحات الإدارة الأميركية".

سياسات مدمرة

وأضاف أنه "على الرغم من أن إيران غنية بثرواتها، لكنَّ هناك فقراً كبيراً، وقد أدت السياسات المدمرة لها بالتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة والتدخل العسكري المباشر لبعض الدول في الشرق الأوسط إلى اعتبارها السبب الرئيسي لمعظم أزمات المنطقة، وفي الواقع هناك احتجاجات ضدها، في العراق ولبنان والداخل الإيراني".

إلى ذلك، قال "نسعى بشكلٍ فعّال لتشجيع حركة الاحتجاجات التي تقودها شعوب إيران، نحن بينهم ونناضل معهم ضد النظام الاستبدادي الّذي يحكم البلاد".

وبحسب خرسندي، فإن الأمين العام لحزبه وهو المعارض الإيراني البارز، حشمت الله طبرزدي، الذي قضى 12 عاماً في السجون الإيرانية، لا يزال مقيماً داخل البلاد رغم "القيود" المفروضة على حزبه، بالإضافة لضغوطات الاستخبارات الإيرانية عليه.