اليمين المتطرف يهاجم الرئيس الإسرائيلي
شن ساسة إسرائيليون يمينيون ومستخدمون وسائل تواصل هجوما عنيفا على الرئيس رؤوفين ريفلين بعد رفضه منح عفو رئاسي عن الجندي أليؤور أزاريا الذي أجهز على جريح فلسطيني.
وفتحت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، تحقيقا في نشر صورة مصنوعة بالفوتوشوب عبر الإنترنت، تظهر الرئيس الإسرائيلي مرتديا كوفية، إضافة إلى نشر رسم ساخر لريفلين يظهره وبيده العلم الفلسطيني.
وجاء في بيان صدر عن مكتب ريفلين أن "الرئيس قرر بعد الاطلاع على الجريمة التي نفذها الجندي الإسرائيلي والظروف المتعلقة بها، وبعد الاطلاع على كل ما ورد في الطلب المقدم، وعلى كل المواد التي وصلت للمكتب، قرر رفض الطلب".
وكانت محكمة عسكرية في إسرائيل قد أصدرت، يوم 21 فبراير/شباط الماضي، حكما بسجن الجندي 18 شهرا بعد إدانته بارتكاب جريمة القتل "بدون سبق الإصرار والترصد".
وكان الجندي الإسرائيلي أزاريا قد قتل في الخليل يوم الـ 24 مارس/آذار من العام الماضي الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف الذي كان ملقى على الإسفلت مصابا بجراح أثناء محاولته الهجوم على جنود إسرائيليين.
وفسر ريفلين رفضه العفو عن أزاريا باعتبار أنه (العفو) إجراء كان سيمثل مساسا "بقيم الجيش الإسرائيلي". لكن انشقاق المجتمع الإسرائيلي بين داع لاحترام الجيش للقيام الأخلاقية، وأنصار تقديم تأييد غير مشروط للجنود، وجد انعكاسه في ردود أفعال مستخدمي الإنترنت على قرار الرئيس الإسرائيلي.
ونشر ناشط على صفحة ريفلين في فيسبوك: "لقد اخترت أن تكون رئيسا للأراضي الفلسطينية بدلا من أن تكون رئيسا للإسرائيليين". فيما كتب آخر: "إنك صوت العقل في إسرائيل في وجه الجنون المشجَّع من قبل حكومة نتنياهو".
ودعت أثناء المحاكمة، شخصيات مختلفة من معسكر اليمين، من بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، إلى العفو عن الجندي أزاريا. وأعرب ليبرمان عن "أسفه" لقرار ريفلين برفض غلق الملف "الذي هز المجتمع الإسرائيلي".
أما ميري ريغيف، وزير الثقافة وعضو حزب الليكود اليميني (المنتمي إليه كل من ريفلين ونتنياهو)، فقد اتهم الرئيس الإسرائيلي بالرضوخ أمام الضغوطات السياسية و"خيانة" الجندي المحكوم عليه، و"المساس بمؤسسة العفو".
من جانبه كتب أومير بار ليف، النائب عن حزب العمال الإسرائيلي، أن "الأمل باق ما دام لإسرائيل رئيس من هذا القبيل".
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الرئيس الإسرائيلي لانتقادات لاذعة من قبل اليمينيين، بسبب دعواته للحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن أبرز حوادث من هذا النوع الاتهامات التي وُجهت إليه بعد أن أعرب عن "خجله" من ضلوع أبناء شعبه في جريمة إحراق بيت عائلة فلسطينية، في يوليو/تموز 2015، أسفر عن مقتل رضيع يبلغ من العمر 18 شهرا ووالديه.