المليشيات تأكل نفسها.. صراح أجنحة آخر يُسقط قادة حوثيين
لن تصبح "الظروف الغاضمة" تفسيرًا لمقتل قيادات حوثية يتم الإعلان عن وفاتهم دون الكشف عن أسباب ذلك، فسرعان ما سيلوح في الأفق تفاقم صراعات الأجنحة بين عناصر المليشيات البارزة.
ففي محافظة ذمار، قتل ثلاثة قيادات من مليشيا الحوثي، وفيما لم يُعلن عن السبب في مقتلهم إلا أنّ مصادر محلية رجَّحت أن تكون الواقعة ضمن التصفيات داخل أورقة المليشيات.
وقالت المصادر إنَّ القيادات الثلاثة قتلوا برصاص مسلحين مجهولين دون أن تكشف الجماعة عن كيفية مصرعهم أو المكان الذي تم تصفيتهم فيه، موضحةً أنَّ من بين هذه القيادات قيادي يكنى بـ"أبو صالح"، وآخر يكنى بـ"أبو زيد"، بينما لم يتم التعرف عن كنية القيادي الثالث.
وكان ثلاثة من قادة المليشيات قد قتلوا على الطريق العام في المحافظة ذاتها في شهر نوفمبر الماضي.
وكثيرًا من يتم الكشف عن صراعات أجنحة بين قادة المليشيات الحوثية، وتندلع في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ، حتى أصبحت هذه أحد أهم الأسباب التي تنذر بانهيار معسكر الانقلابيين، لا سيّما أنّها تندلع بسبب خلافات على الأموال.
وفي أحدث حلقات هذا الصراع، أعاد محمد الحوثي سيطرته على ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية الذي شكله القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بديلًا عن الهيئة العليا لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، في إطار الصراع بين القياديين الحوثيين للاستحواذ على مشروعات المنظمات الدولية والأموال المرصودة لها.
وقالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ القيادي النافذ محمد الحوثي, فرض عبدالمحسن الطاووس رئيسًا للمجلس الذي شكله المشاط, في وقت كان الأخير ينوي تعيين شخص موالٍ له.
واتهم المشاط مدير مكتبه أحمد حامد، الموالي لمحمد الحوثي بالفساد والتآمر معه للاستحواذ على المجلس الذي شكله بديلا عن الهيئة.
وكشفت المصادر أنَّ المشاط دفع أعضاءً في "برلمان المليشيات" الذي يعقد جلساته غير مكتملة النصاب في صنعاء, لإثارة موضوع تشكيل المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية كونه غير دستوري والمطالبة بحله, والهجوم على مدير مكتبه أحمد حامد، الشهير بأبو محفوظ، الذي يرأس أكثر من هيئة حوثية تأسست خارج إطار الدستور بما فيها هيئة الزكاة التي تمتلك مئات المليارات في حساباتها البنكية.
وأوضحت المصادر أنَّ المشاط يحاول حاليًّا تحجيم نفوذ مدير مكتبه، بعدما عجز سابقا عن إقالته، بسبب اعتراض زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
ورجّحت المصادر، إثارة قضية ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، ونفوذ مدير مكتب المشاط، في برلمان الحوثي غير الشرعي هذا الأسبوع، في محاولة من المشاط لتقليص نفوذ محمد الحوثي, تحت مزاعم مكافحة الفساد وامتصاص الغضب الشعبي.