استهداف صيانة السيارات في الجنوب.. أي إرهاب لم يمارسه الإخوان؟
منذ أن شنَّت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية عداونها الغاشم على الجنوب وتحديدًا محافظة شبوة، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي العديد من الانتهاكات والجرائم التي استهدف من ورائها نشر الفوضى في الجنوب.
الاستهداف الإخواني الجديد تمثّل في منع السيارات من التوقف أمام مراكز الصيانة "الورش" التي تقع في مدينة عتق بمحافظة شبوة، حيث تتحجّج المليشيات بأنها قامت بهذه الخطوة لوجود ازدحام في الشارع الواقع بجانب منزل قائدها محمد عديو.
وأدت خطوات المليشيات الإخوانية إلى توقف العمل في الورش بشكل متعمد وبدون أسباب قانونية، وقد نفّذ مالكو الورش في شارع الشهيد الشحتور وسط عتق بشبوة، عصيانًا مدنيًّا جراء الممارسات التعسفية التي فرضتها المليشيات الإخوانية.
واعتقلت المليشيات الإخوانية أكثر من 40 مهندسًا احتجوا على الممارسات التعسفية الهادفة إلى الإضرار بالمواطن الباحث والكادح من أجل لقمة العيش.
هذا الجُرم الإخواني ينضم إلى عديد الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الجنوب، وهي جرائم استعرت أكثر في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، بعدما أدرك حزب الإصلاح الإخواني أنّ الاتفاق يقضي على مستقبل نفوذه سياسيًّا وعسكريًّا، فعمد إلى إشعال العنف في أرض الجنوب على النحو الذي يُفشل الاتفاق.
وتتعدّد صنوف الاعتداءات الإخوانية ضد الجنوب بين قتلٍ واختطاف واعتقال وتعذيب، ما أكّد على الوجه الإرهابي لحزب الإصلاح، الذي يتوارى وراءة عباءة الشرعية من أجل تمرير أجندته والحفاظ على نفوذه.
وإلى جانب التصدي للاعتداءات الإخوانية في ساحات المواجهات، فإنّ القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تولي اهتمامًا كبيرًا بما يتعلق بتوثيق هذه الجرائم، لا سيّما تلك التي ترتكبها المليشيات الإخوانية في محافظة شبوة، وذلك حتى لا يضيع حق الجنوبيين ولا يفلت الجناة بجرائمهم البشعة.
حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.
وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.
وكان الفريق الحقوقي للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد وثّق في سبتمبر الماضي، في جنيف، الجرائم المليشيات الإخوانية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها ضد الجنوب منذ بداية أغسطس الماضي، وهو ما دعم موقف الجنوب أمام المنصات الدولية.