خيارات الشرعية لاقتحام صنعاء
ين وادي «ضبوعة» وقرية «قطبين»، آخر قرى عزلة «الحنيشة» بمديرية «نهم» وأول منطقة حدودية تربط الأخيرة مع مديرية «أرحب»، التي تبعد «20» كلم عن صنعاء، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية، المدعومة بقوات التحالف العربي المساندة لشرعية في اليمن، والميليشيات الانقلابية، التي تعثرت كافة محاولاتها لإعاقة التقدم المتسارع للجيش الوطني، وفقدت خلال الأسبوع الأخير فقط ما يزيد على 250 من المقاتلين والقيادات الميدانية، إلى جانب مئات المصابين الذين لم يعد أغلبهم قادراً على استئناف المشاركة في القتال.
وفرض تمكن قوات الجيش الوطني بإسناد جوي مكثف من قوات التحالف، إحكام السيطرة على كافة القرى المحيطة بمنطقة ضبوعة وواديها والخط الأسفلتي الرابط بين قرية «قطبين» وخط مأرب صنعاء، من تقليص المسافة المتبقية للوصول إلى مديرية أرحب، التي باتت منحصرة في اجتياز قرية «قطبين»، الواقعة شمال مديرية «نهم»، والتي تعد الممر الأقصر للدخول لمديرية أرحب التي أعلنها الجيش الوطني منطقة عسكرية، إلى جانب منطقة «بني حشيش» التي تمثل أحد المنافذ المباشرة للعاصمة وحاضنة قبلية للحوثيين.
واعتبرت مصادر عسكرية مطلعة في تصريح ل«الخليج» أن قوات الجيش الوطني تمتلك خيارين للوصول إلى العاصمة صنعاء، يتمثل الأول في مواصلة التقدم بوتيرة أسرع عبر ميسرة مديرية «نهم» وتحرير منطقة «نقيل بن غيلان» الاستراتيجي، وهو ما سيمكّن قوات الشرعية من فرض السيطرة النارية على ثلاثة من أهم معسكرات قوات الحرس الجمهوري ومطار صنعاء الدولي، فيما يتمثل الخيار الثاني في التقدم عبر الميمنة والوصول إلى مديرية «أرحب».
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الوطني ينفذ خطة تقدم عبر محورين، تستهدف في نهاية المطاف تطويق العاصمة بعد استعادة السيطرة على «نقيل بن غيلان» والانطلاق منه صوب مديرية «بني حشيش»، ومنها إلى المناطق القبلية التي تمثل الطوق الأمني لصنعاء، إلى جانب السيطرة على مديرية «أرحب» الحيوية في معركة تحرير العاصمة.
ولفتت إلى أن الجيش سيواجه تحديات وشيكة تتمثل في كثافة التحصينات التي استحدثها الحوثيون في مديرية «أرحب» ومعسكر «الصمع»، الذي كان يعد من أكبر مواقع تمركز قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع، قبيل سيطرة ميليشيا الحوثي عليه، إلى جانب امتلاك الحوثيين لحاضنة قبلية موالية في منطقة «بني حشيش»، التي مثّلت أحد ابرز خطوط إمدادات الميليشيا بالمقاتلين وتحتضن معسكرات تدريب استحدثتها الميليشيا خلال العامين الأخيرين.
وبالرغم من التحديات أمام تقدّم الجيش الوطني في اتجاه العاصمة، إلا أن الرهانات تنعقد على انحياز معظم قبائل محيط صنعاء إلى جانب قوات الشرعية لاعتبارات تتعلّق بتصاعد حالة الاحتقان الشعبي من سلوكات وممارسات الميليشيا والرغبة الجماعية في التخلص من السيطرة القسرية للأخيرة.