البرلمان الليبي يعلن الإعداد لدستور جديد وانتخابات عامة
أعلن المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، الأحد، أن البرلمان سيباشر عقد المصالحة الوطنية وتشكيل لجنة فقهاء دستوريين ومثقفين لصياغة دستور البلاد خلال فترة وجيزة.
وأكد في تصريحات إعلامية من القاهرة أن الدستور الليبي الذي سينتج عن اللجنة سيلبي طموحات الليبيين ويضمن لهم وللأجيال القادمة الحرية والكرامة.
وشدد على أن البرلمان بصفته الجهة التشريعية والسلطة الأعلى في ليبيا ستنظم انتخابات برلمانية ورئاسية يعبر من خلالها الليبيون عن إرادتهم الحرة بإشراف دولي.
وقال صالح إنه فور إكمال القوات المسلحة لمهامها في تطهير العاصمة سيباشر المجلس تشكيل حكومة وطنية ممثلة من الأقاليم الثلاث لحل الأزمات المعيشية.
ودعا الليبيين إلى لم الشمل من أجل دولة مدنية متحررة وديمقراطية، مطالبا بعدم الاستماع للشائعات وإعلام العملاء والمنافقين وعدم السماح بالتدخل الأجنبي في شؤونهم.
وتابع المستشار عقيلة صالح قائلا: "قواتكم المسلحة تتقدم الآن صوب آخر معاقل الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة استجابة لنداء الشعب، وأنه بعد استيفاء المهلة المحددة للمغرر بهم نتوجه لتحرير العاصمة وأدعو أهلها إلى الوقوف بجانب القوات المسلحة".
ووجه المستشار عقيلة صالح نداء لجميع الليبيين قائلا: "لا للانتقام ولا للغة التخوين وخطاب الكراهية بل التضحية بالأرواح لتحقيق الحرية للشعب".
وعن الموقف الدولي، وجه رئيس البرلمان الليبي الدعوة للدول الصديقة والشقيقة لمساعدة ومساندة مجلس النواب المنتخب والقوات المسلحة.
كما دعا الأمم المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي والجامعة العربية إلى تفهم حقيقة الأوضاع في ليبيا والوقوف إلى جانب شعبها.
وبحث صالح الذي يزور القاهرة مع نظيره المصري علي عبدالعال، آخر التطورات على الساحة الليبية، وتداعيات اتفاقية رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مع تركيا.
وعلى هامش منتدى الشباب العالمي المقام بشرم الشيخ، سلم صالح رسالة رسمية لنظيره المصري توضح بطلان هذه الاتفاقية، مثمنا دور البرلمان المصري في تنديده بهذه الاتفاقية، وطالبه بسحب اعترافه بحكومة السراج.
من جانبه، أكد عبدالعال تفهم مصر للأوضاع في ليبيا، واعتباره البرلمان الليبي هو الكيان الشرعي الوحيد الممثل للشعب الليبي، مشددا على دعم ومساندة البرلمان المصري للقوات المسلحة العربية الليبية في حربها ضد الإرهاب.
وفي بيان صدر عن البرلمان المصري، قال عبدالعال إن صالح أعرب عن بالغ تقديره لموقف مجلس النواب المصري الداعم للبرلمان الليبي وقواته المسلحة قائلا: "نقدر وقوفكم مع الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب والمؤامرات ومحاولات الهيمنة التي تمارسها جماعات إرهابية ومليشيات مسلحة ودول طامعة وداعمة لهذه المشاريع الخبيثة".
وأكد رئيس مجلس النواب الليبي مدى ثقته في مصر قيادة وشعبا، معربا عن تطلعه إلى أن تسخر ثقلها ودورها المحوري الإقليمي لإقناع المجتمع الدولي بعدم جدوى الاعتراف بالمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق.
يأتي لقاء المستشار عقيلة صالح بنظيره المصري عقب عودته من اليونان ولقائه برئيس البرلمان اليوناني الذي دعاه للقاء الخميس، لمناقشة تداعيات مذكرتي التفاهم مثيرتي الجدل بين أردوغان والسراج.
وتولي مصر اهتماما بالغا بالأزمة الليبية ومؤسساتها الشرعية والمنتخبة المتمثلة في البرلمان الليبي والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ورعت مصر كثيرا من المفاوضات لحل الأزمة الليبية وفق ثوابتها التي أكدها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي طرح في أكثر من محفل دولي موقف بلاده الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والمتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة.
وفي إطار الجهود المصرية الحثيثة لمساعدة البرلمان الليبي باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة، استضافت القاهرة برعاية اللجنة الوطنية المعنية بالشأن الليبي خلال الشهرين الماضيين اجتماعين لتوحيد الرؤى الليبية.
كما هدفت الجهود المصرية للم شمل أعضاء البرلمان لوضع خارطة طريق لتسوية الأزمة التي تضرب البلاد في ظل تزايد الضغوط التي تمارس للسيطرة على إرادة البرلمان الليبي المنتخب، ومحاولات تقسيمه لإفشاله.