التقليل الحوثي من إنفلونزا الخنازير.. وجهٌ آخر للإهمال الصحي
في الوقت الذي سجَّل فيه مرض إنفلونزا الخنازير تفشيًّا ملحوظًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عمدت المليشيات إلى محاولة التقليل من مخاطر انتشار المرض.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها يوسف الحاضري، حيث قلَّل من خطر انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، واعتبر أنَّ مشكلة من الملاريا والضنك والكوليرا تبقى أشد من هذا المرض.
الحاضري قال إنَّ "هناك تهويلًا في الحديث عن انتشار الفيروس، لكن لا يوجد سوى بعض حالات"، ودعا إلى "عدم أخذ المعلومات من وسائل التواصل والإعلام وانما من مصادرها في وزارة الصحة سواء لهذا الوباء أو لغيره من أمراض".
وحاول المسؤول الحوثي تبرئة المليشيات من مسؤولية تفشي هذا المرض مدعيًّا أنّ وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين وفَّرت الأدوية الخاصة بالمرض "Tamiflu".
وشهدت الأيام الماضية انتشارًا موسعًا لمرض إنفلونزا الخنازير في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ما يبرهن على حجم الإهمال الكبير من قِبل المليشيات بالقطاع الصحي.
وأمس الثلاثاء، سجَّلت محافظة إب حالة جديدة جرّاء مرض إنفلونزا الخنازير، حيث توفي شخصٌ في أحد المستشفيات متأثرًا بإصابته بهذا الوباء، وذلك بعد مرور يوم واحد من وفاة شخص آخر بذات الوباء.
وفيما يسود الرعب بين السكان في مناطق الحوثي جرّاء انتشار هذا الوباء، حاولت المليشيات في بادئ الأمر فرض نوع من التكتم والسرية من أجل احتواء هذه الأزمة العاصفة.
وكانت مصادر طبية في صنعاء قد كشفت قبل أيام، عن ارتفاع حالات الوفاة بإنفلونزا الخنازير إلى 22 حالة، إلى جانب إصابة 67 آخرين خلال شهر أغسطس فقط.
الارتفاع في ضحايا هذا المرض الفتاك يكشف الحجم الكبير من المعاناة التي يمر بها السكان من الأمراض والأوبئة التي تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشيها، في ظل عدوان مستمر على القطاع الصحي.
وأنفلونزا الخنازير هي عدوى يسببها فيروس أنفلونزا يؤذي صحة الخنازير ويسبب تلوُّثًا في رئتي الخنزير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، وبالرغم من أن هناك عدة أنواع من الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، إلا أن النوع الذي يثير قلق الأجهزة الصحية، بشكل خاص، هو الفيروس من نوع "H1N1".
وحين يصاب شخص ما بأنفلونزا الخنازير قد يشعر بالتعب وبأوجاع في الجسم، التهاب في الحلق، وحمى وسعال، وهذا المرض في أغلب الحالات، ليس خطيرًا، لكنَّه قد يتطور في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، ومشكلات حادة في الرئتين، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.
ليس "أنفلونزا الخنازير" هو المرض الوحيد الذي قتل به الحوثيون كثيرًا من السكان، فالقطاع الصحي بشكل عام في مناطق سيطرة المليشيات تعرَّض لكثيرٍ من الاعتداءات من قِبل المليشيات، حتى تفاقمت الأعباء على السكان بشكل لا يُطاق.
وكثيرًا ما صدرت تقارير دولية بيَّنت حجم المأساة التي يمر بها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، ومدى التضرُّر الحاد الذي نال من القطاع الصحي على مدار الأشهر الماضية.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.