اعتداء حوثي على خبراء الأمم المتحدة.. استهداف صريح وصمت مريب
تختلف الطرق الحوثية التي تُعبِّر من خلالها المليشيات عن رفضها الانخراط في مسار السلام، ومن بين هذه السبل "الاعتداء المباشر" على الأمم المتحدة.
ففي واقعة حوثية، أقدمت المليشيات على طرد ثلاثة من أعضاء البعثة الأممية إلى الحديدة، وإرجاعهم الى الأردن من مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها، بعد وصولهم بساعات.
مصادر عسكرية كشفت عن وصول طائرة تقل خبيرين أوروبيين وخبيرة أفريقية، عائدين من إجازاتهم ويعملون مع الأمم المتحدة مراقبين ومعهم أجهزتهم ومعداتهم إلى مطار صنعاء الدولي.
وقالت المصادر إن المليشيات استوقفت الخبراء الثلاثة لمدة ست ساعات، ثم سحبت منهم تأشيراتهم وأجبرتهم على العودة إلى الأردن على متن الطائرة التي قدموا عليها.
وعلى الفور، تواصل الخبراء مع المبعوث الأممي مارتن جريفيث ورئيس المراقبين الأممين الجنرال الهندي أبهيجت جوها، إلا أنّ الاثنين لم يُحرِّك أيُ منهما ساكنًا.
واتهمت المليشيات، الخبراء الثلاثة برفع تقرير يدين الحوثيين بارتكاب انتهاكات وخروقات لوقف إطلاق النار خلال الفترة الماضية.
وفي اجتماعات سابقة، هاجمت المليشيات الحوثية ، الخبراء الثلاثة أثناء وجودهم على متن السفينة الأممية لكن رئيس المراقبين حاول تهدئة الأوضاع عبر منح الخبراء إجازة لفترة قصيرة.
اللافت أنّ هذه الواقعة تزامنت مع واقعة اقتحام عناصر حوثية مقر فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة في محافظة الحديدة والاستيلاء ونهب كافة محتوياته وطرد الحراسة من على المبنى واستبدالها بحراسات تابعة للمليشيات.
الاعتداءت الحوثية طالت موكب جريفيث بنفسه، وقد حدث ذلك خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء التي استغرقت بضع ساعات، والتي أنهاها المبعوث غاضبًا، بعدما أفشلت المليشيات مهمته، وحاولت الاعتداء على موكبه، فيما قالت مصادر مطلعة إنّ المبعوث الأممي رفض الإدلاء بأي تصريح خلال هذه الزيارة.
اللافت أنّه على الرغم من هذه الاعتداءات الإرهابية الحوثية على أكثر من صعيد، فإنّ جريفيث يصر على ما يبدو على تجاهلها، ما يثبت أنّه يبحث فقط علن حل سياسي وحتى إن كان محكومًا بالفشل، ولا يمكن أن يوقف الأزمة أو ينهي الحرب.