الترفيه السعودي.. كيف يستأصل سموم الحوثي من عقول الأطفال؟
تولي المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي، اهتمامًا كبيرًا بإعادة تأهيل الأطفال الذين تضرَّروا كثيرًا من الحرب العبثية فيما يتعلق على وجه التحديد بـ"تجنيد الأطفال".
وتحرص المملكة على تطهير عقول كثيرٍ من الأطفال الذين جنَّدتهم المليشيات الحوثية، في حربها العبثية من الأفكار المسمومة التي يغرسها الانقلابيون في عقولهم وهم في سن صغيرة.
ففي جهود سعودية جديدة، أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم السبت، في حديقة مأرب لاند، يومًا مفتوحًا ترفيهيًّا لـ60 طفلًا من النازحين والمتأثرين لإعادة تأهيليهم.
جاء ذلك ضمن برامج وأنشطة الدورة الخامسة من المرحلة التاسعة والعاشرة التي تنفذها مؤسسة وثاق للتوجه المدني.
وتضمَّن برنامج اليوم المفتوح الذي أقيم تحت شعار (نحو طفولة آمنة.. ومعًا للعودة لحياة اللعب والرسم)، عديدًا من الأنشطة الترفيهية والرسم والألعاب الشعبية والمشغولات اليدوية (الكولاج).
ويمثل تجنيد الأطفال جريمة شديدة البشاعة اقترفتها المليشيات الحوثية، إلا أنّ التحالف العربي بقيادة السعودية يعمل على إنقاذ مستقبل هؤلاء الأطفال وتطهير عقولهم منذ هذه الأفكار المروِّعة.
وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
وهذه المكرمة عبارة عن بطاقة صغيرة تمنح الأسر أولوية العلاج والسفر والتعليم والمواد الإغاثية والصحية والحصول على أنابيب الغاز، وتسهيل كافة الخدمات التي تحتاجها الأسر التي تتعاون في إرسال أطفالهم للجبهات.
وفي وقتٍ سابق من ديسمبر الجاري، صرَّح الناطق باسم قوات التحالف العربي العقيد تركي المالكي بأنّ المليشيات الحوثية جنَّدت نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّ التحالف يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.
وأضاف "متحدث التحالف" أنَّ المكان الطبيعي لهؤلاء الأطفال هو المدارس وليس جبهات القتال، مشدِّدًا على أنَّ وحدة حماية الطفل تمكَّنت من إعادة 132 طفلًا منهم.
وشدد العقيد المالكي على أنَّ هذا العدد من الأطفال تم القبض عليهم في ساحات المعركة، قبل أن يتم تأهيلهم وتقديم الرعاية الصحية لهم وإعادتهم إلى ذويهم.
ومشروع مركز الملك سلمان للإغاثة لإعادة تأهيل الأطفال المجنّدين، يتضمّن عشر مراحل، حيث يدخل الطفل الذي تأثر بما شاهد في ساحات المعارك، ويُحدِّد المختصون الاحتياجات الخاصة للطفل سواء علاج طبي أو طبيعي.
ويبدأ الطفل بمرحلة التأهيل النفسي من خلال جلسات السلوك المضادة للاكتئاب والقلق، ويتابع فريق التغذية صحة الطفل وفق برنامج غذائي يشمل خمس وجبات.
وينظم المركز رحلات ترفيهية يشارك فيها الطفل لاكتشاف موهبته، ويتم العمل على تنميتها، ويُمنح كل طفل حقيبة تعليمية متكاملة قبل التحاقه بالمدرسة مع متابعة لمستواه الدراسي، كما يتم إعداد محاضرات لأولياء أمور الأطفال قبيل التخرج للتوعية بمخاطر التجنيد والمسؤولية القانونية المترتبة على ذلك.