جبايات الحوثي.. الكسارات تدخل دائرة استهداف المليشيات
توسَّعت المليشيات الحوثية في فرض الجبايات على السكان في المناطق الخاصعة لسيطرتها من أجل تكوين ثروات مالية طائلة وتمويل حربها العبثية من جانب، بالإضافة إلى تكبيد السكان أعباء إنسانية فادحة.
ففي خطوة حوثية جديدة في هذا الصدد، فرضت المليشيات جبايات جديدة على مناجم تكسير الحجارة في محافظة صنعاء، حيث وصلت الرسوم الجديدة إلى 8 آلاف و900 ريال على المتر الواحد المستخرج من الحصى، إلى جانب جبايات بكل مرحلة من مراحل الاستخراج والبيع.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ قيمة الرسوم على نقل الحصى حجم 16 مترًا ارتفعت من 64 ألف ريال إلى 128 ألفًا.
في الوقت نفسه، أغلقت المليشيات الحوثية 38 كسارة من كسارات ومناجم إنتاج الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة.
وتتواجد الكسارات التي تم إغلاقها في صنعاء وعمران وحجة وباجل وذمار وإب، بينها 11 كسارة في مناطق ضلاع همدان ومنطقة صرف ومنطقة حزيز بصنعاء.
وفرض الإتاوات وسيلة حوثية مستمرة على مدار سنوات الحرب، وقد استهدفت المليشيات بهذه الحملات الغاشمة مختلف الفئات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقبل أيام، أطلقت المليشيات الحوثية حملة ابتزاز منظمة ضد الفنادق والمنشآت السياحية في صنعاء، حسبما كشف مصدر لـ"المشهد العربي"، قال إنّ فرقًا حوثية تمر على الفنادق وتطالب منهم مبالغ مالية باسم غرامات على مخالفات غير محددة، مبينًا أن الأولى تتبع وزير السياحة الحوثي والأخرى تتبع مكتب السياحة في صنعاء.
وأضاف المصدر أنّ مليشيا الحوثي تفرض الجبابات على الفنادق بمبالغ تتراوح ين 30 إلى 100 ألف ريال بسندات ممهورة بتوقيع قياديين بالمليشيات.
ولفت إلى أنَّ التوقيع الأول ممهور باسم عادل عطيفة مدير مكتب القائم بأعمال وزير السياحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، والآخر ممهور بتوقيع القيادي الحوثي حسن مزجاجي نائب مدير مكتب السياحة بصنعاء.
وأشار إلى أنَّ القيادي الحوثي سبق أن مارس عمليات ابتزاز كبيرة لفنادق الحديدة قبل أن يتم نقله إلى صنعاء.
كما فرضت المليشيات إتاوات كبيرة على ملاك آبار المياه، في صنعاء، ضمن مسلسل نهبها المنظم وابتزازها المتواصل في مناطق سيطرتها.
وهدّدت المليشيات الحوثية من يرفضون الدفع بإيقاف عمل آبارهم الخاصة، وتلفيق تهم باطلة ضدهم، موضحةً أنَّ الحوثيين يتعمدون نشر شائعات في سياق حملتهم بأن تلك الآبار ملوثة.
وضاعفت المليشيات، الإتاوات والجبايات المفروضة على السكان والتجار بمناطق سيطرتها، وسنَّت تشريعات غير دستورية رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية و"الزكوية"؛ بهدف تغطية نفقات حربها العبثية من جانب، بالإضافة إلى تكوين ثروات مالية طائلة لعناصر الانقلابيين.
وبحسب تقديرات سابقة، ارتفعت إيرادات الحوثيين بشكل كبير؛ وذلك لاستمرار فرض المليشيات الجبايات والإتاوات المفروضة على السكان، حيث قدَّرت مصادر اقتصادية ارتفاع الإيرادات الضريبية والجمركية والزكوية بنسبة 500%، مع تكرار الأزمات المفتعلة في المشتقات النفطية وانتعاش السوق السوداء لبيع المشتقات والغاز المنزلي بأسعار مضاعفة تدر مبالغ خيالية على خزائن المليشيات وقياداتها.