صوالين الحلاقة.. إرهابٌ جمع بين الدواعش والحوثيين
قواسم عديدة تجمع بين المليشيات الحوثية وتنظيم داعش، والوجه الإرهابي المتطرف الذي يجمع بينهما، والتي افتضح في كثيرٍ من الممارسات على الأرض.
ففي خطوة جديدة، فضحت هذا الإرهاب، أصدرت المليشيات تعميمًا أجبر الحلاقين على إتباع قصات شعر محددة لزبائنهم، يحدد الحوثيون فكيف تكون.
التعميم الحوثي صدر عبر وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، حيث وجّهت خطابًا لصوالين الحلاقة بمديرية يريم بمحافظة إب، منعت فيه من قص الشعر بالقصات التي وصفتها بـ"المنافية للمبادئ والأخلاق الإسلامية والمنافية للعادات والتقاليد".
وهدَّدت المليشيات بمعاقبة الحلاقين الذين لا يلتزمون بالتوجيهات، وقالت إنّها ستتخذ الإجراءات المناسبة ضد كل من يمتنع عن تطبيق التوجيهات.
وكانت المليشيات الحوثية قد أصدرت قرارًا في مايو الماضي، تضمَّن إجبار صوالين الحلاقة ومحلات بيع اللحوم في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بدفع إتاوات مالية ما أجبر الكثيرين غلى إغلاق محلاتهم للاحتجاج ضد القرار الحوثي.
وقبل بضعة أيام، شنَّت المليشيات الحوثية على محلات بيع الملابس النسائية ومعامل الخياطة النسائية في صنعاء، وإزالة أحزمة الخصر المرفقة بـ"العبايات" وإحراقها، في جريمةٍ تحاكي ما يرتكبه "الدواعش" على مدار الوقت.
وكثيرًا ما ارتكب الحوثيون جرائم تشبه ما يقترفه تنظيم داعش في المناطق والدول التي ينشط فيها، مثل إغلاق الكافيهات النسائية وإزالة الدُمى البلاستيكة الإعلانية من واجهة المحلات، فضلًا عن خطاب متطرف يبثه الحوثيون في المدارس والجامعات.
ويسهل للمُطّلع على أدبيات الجماعات المتطرفة أن يرى أوجه التشابه العديدة التي تجمع بين مليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم داعش الإرهابي، سواء من حيث الجرائم العنيفة التي ترتكبها أو القرارات المتشددة التي تحاصر بها المجتمع الخاضع لسيطرتها القهرية.
وفيما تشبه إجراءات داعشية، فقد أصدرت وزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، في وقتٍ سابق، تعليمات مشددة إلى الجامعات الحكومية والخاصة بخصوص لباس الطالبات.
ونصّت التعليمات الحوثية على إلزام الطالبات بـ"عدم لباس البالطوهات المفتوحة أو القصيرة ومنع إظهار جزء من شعر الرأس ومنع الملابس الضيقة".
مليشيا الحوثي طالبت الجامعات بفرض قيود على الطالبات ومنع الاختلاط، وحذّرت بأنّها ستنفذ عمليات تفتيش مفاجئة على الجامعات لضبط المخالِفات واتخاذ الإجراءات العقابية ضدهن.
العلاقات بين الحوثي وداعش، باعتبارهما فصيلين إرهابيين، لم تتوقّف عند أوجه تشابه بين ممارسات متطرفة، لكن وصل الأمر إلى تعاون مشترك فيما بينهما، كثيرًا ما فُضِح أمره في الأشهر الأخيرة.
وسبق أن عرض حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة أدلةً على تطابق منهجية مليشيا الحوثي وتنظيم داعش، مثل تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واستخدامهم كدروع بشرية عندما تلحق بهم الهزائم.
وتناولت منهجية التنظيمين في غرس خطاب الكراهية والطائفية وهتافات الولاء، وتوثيق عملياتهم الإرهابية وإتباع النهج الإعلامي للشهرة ورفع معنويات عناصرهم المجرمة واللجوء لعقاقير الهلوسة وغسل الأدمغة وإقناع الأطفال المجندين بأنهم يقاتلون اليهود والنصاري، وأنهم سيحصلون علي صك لدخول الجنة في حالة سقوطهم قتلى في المعارك.