الجنوبيون والعلم.. عن العشق والهوى
علاقة عشق فريدة من نوعها تلك التي تجمع بين الجنوبيين وعلمهم، تلك العلاقة التي تحفظ على الهوية الجنوبية من المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن، والتربصات التي يحملها خصومه.
وتحت عنوان "حملة هويتي"، اندلعت ثورة تويترية في حب الجنوب وهويته عبَّرت عن حب الجنوبيين لوطنهم وعلمهم وتمسُّكهم بهويتهم، في وقتٍ تُصنَّف فيه المؤامرات ضد الوطن بأنّها الأكبر تاريخيًّا.
الناشط السياسي نافع بن كليب دشَّن الحملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وطالب الشعب بدعم الهوية الجنوبية عبر تغيير صور حساباتهم على الموقع بصورة علم الجنوب، مشددًا على أن الجنوبيين لن يقبلوا بغير هويتهم.
"بن كليب" قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "ندعو جميع الحسابات الجنوبية في منصة تويتر العالمي لتغيير صورهم الشخصية بعلم الجنوب".
وطالب "بن كليب" بإضافة المفتاح الدولي 969+ لدولة الجنوب بجانب الاسم الشخصي، وذلك من أجل التأكيد للعالم عبر الرأي العام بأنّ "الجنوبيين لن يقبلوا بغير هويتهم وعلم الجنوب ولو على جثثهم".
محافظة الجنوبيين على هويتهم وتعلقهم الكبير بعلمهم، يُقابل بموجات رعب هائلة لدى المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، والتي برهنت على طائفيتها في أكثر من واقعة.
من بين الجرائم الإخوانية التي كان سببها العلم، كانت واقعة اختطاف الإعلامي طه حدير مدير الإدارة الإعلامية في القيادة المحلية بمديرية بيحان في شبوة.
وجاء اعتقال حدير بعدما دشَّن حملةً لتوزيع ورفع أعلام الجنوب أعلى المنازل والسيارات، وسط تجاوب شعبي واسع، فيما اختطفته المليشيات الإخوانية واقتادته إلى جهة غير معروفة، قبل أن يتم الإفراج عنه في وقتٍ لاحق.
أحد أشهر وقائع الاستهداف أيضًا، تمثّلت في قتل سعيد القميشي، الذي تمسَّك بعلمه من محاولات إخوانية لمصاردته، فما كان من أحد عناصر المليشيات الإخوانية إلا أطلق النار عليه من المسافة صفر، فارتقى شهيدًا، وهي واقعة فجَّرت عاصفة غضب.
وفي اعتداء آخر، هدّدت المليشيات الإخوانية بمحافظة حضرموت مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية حورة وادي العين بالاعتقال حال لم ينفذ أوامر قائد نقطة "جسر حورة"، بإنزال علم الجنوب من مدارس المنطقة.
وكشف بلاغ موجه لوكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، فإن قائد نقطة الجسر التابعة للمنطقة العسكرية الأولى طلب من مدير مكتب التربية بـ"حورة " خالد مبارك باخلعة، إنزال أعلام الجنوب، وهدده بالاعتقال حال لم ينفذ.
كما أقدمت المليشيات الإخوانية في مدينة شقرة بمحافظة أبين على إنزال أعلام الجنوب من على المباني والمنشآت الحكومية بالمدينة عقب ساعات من رفعها، وكان الأهالي قد رفعوا أعلام الجنوب على المباني والمنشآت الحكومية بالتزامن مع الاحتفالات بانتصار الشعب الجنوبي بتوقيع اتفاق الرياض.
كل هذه الوقائع تبرهن على مدى الرعب الإخواني من علم الجنوب، وهي هوية لن تنجح المليشيات الإخوانية في زعزعتها أبدًا، بفضل وعي الشعب الجنوبي بقضيته العادلة وإدراكه للتحديات التي تحاصرها.