أسود الميدان وطيور السلام.. استراتيجية الجنوب التي يجهلها الإصلاح

الجمعة 27 ديسمبر 2019 20:35:00
testus -US

"نحن أقوياء في الحرب، لكنّنا محبون للسلام".. رسالة موجزة صدرت عن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبَّرت عن استراتيجية عمل القيادة الجنوبية.

هذا التصريح كشفته الإعلامية والباحثة السياسية نورا المطيري التي سبق أن أجرت حوارًا مع الرئيس الزُبيدي، قائلةً إنّها طرحت عليه تساؤلًا حول إقامة جدار عازل لفصل الشمال عن الجنوب.

أجاب الرئيس الزُبيدي على هذا التساؤل، قائلًا: "نحتاج جسورا للتفاهم وليس جدران عازلة، صحيح أننا أقوياء في الحرب، ولكننا في الحقيقة محبون للسلام"، حسبما كشفت المطيري.

تصريح الرئيس الزُبيدي وإن كان مقتضبًا لكنّه يُعبِّر خير تعبير عن الاستراتيجية الجنوبية في التعامل مع مختلف التحديات التي تحاصر الوطن وقضيته العادلة على مدار الوقت، والتي تقوم على بطولات عسكرية خالدة تقدمها القوات المسلحة الجنوبية التي تُمثل ردعًا حازمًا حاسمًا للمؤامرات ضد الجنوب.

وشهدت الفترة الماضية نجاحات كبيرة سطَّرتها القوات الجنوبية سواء في مواجهة المليشيات الإخوانية أو المليشيات الحوثية، وهما عدوّان تكالبا على الجنوب واستهدفا النيل من أمنه واستقراره، وذلك من منطلق دفاع الجنوب عن نفسه.

في الوقت نفسه، كان الجنوب سباقًا إلى الانخراط نحو الحل السياسي بعد العدوان الإخواني على الجنوب، وتجلّى ذلك في موافقته منذ اللحظة الأولى على الاجتماعات التي دعت إليها المملكة العربية السعودية للانعقاد في مدينة جدة، وصولًا إلى توقيع الاتفاق في العاصمة الرياض.

جاء ذلك في الوقت الذي رفضت فيه حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا المشاركة في الاجتماعات في بادئ الأمر، حتى اضطرت للحضور خشية الوقوع في حرج أمام التحالف العربي، وعلى الرغم من مشاركتها "الصورية" إلا أنّ ارتكبت كثيرًا من الجرائم بغية إفشال هذا الاتفاق.

يبرهن ذلك على أنّ الجنوب متأهب عسكريًّا ومحنّك سياسيًّا، وهو ما يمثل حائط صد منيعًا ضد أي مؤامرات تُحاك ضد الجنوب، الذي يسير بخطوات قوية نحو تحقيق الحلم الأكبر وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.