شفافية التحالف.. كيف تفوِّت الفرصة على مؤامرة الحوثي؟

لا تقتصر الجهود التي يبذلها التحالف العربي خلال سنوات الحرب على المواجهة العسكرية، لكنّه برهن على وجهه الأخلاقي في افتراءات تشنها المليشيات الحوثية بغية تفكيك التحالف.

يتجلّى هذا الأمر جيدًا في الحرص الكبير من قِبل التحالف العربي على تطبيق أعلى معايير الاستهداف والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية بالعمليات العسكرية، واتخاذ كافة الإجراءات عند وقوع حوادث عرضية.

وأعلن الناطق باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إحالة نتائج إحدى عمليات الاستهداف بمنطقة العمليات للفريق المشترك لتقييم الحوادث للنظر باحتمالية خسائر عرضية وأضرار جانبية واستكمال مراجعة إجراءات ما بعد العمليات المنفذة ليوم الثلاثاء الماضي ضد قوات معادية متسللة.

وقال المالكي - في بيان - إنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف استكملت مراجعة إجراءات ما بعد العمل للعمليات المنفذة بمنطقة العمليات ليوم 24 ديسمبر الجاري"، مشيرًا إلى أنّ "كل الوثائق المتعلقة بالحادث أحيلت للفريق المشترك للتقييم الحوادث للنظر فيها وإعلان النتائج الخاصة بذلك".

وأكّد متحدث التحالف "التزام القيادة المشتركة للتحالف بتطبيق أعلى معايير الاستهداف وكذلك تطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية بالعمليات العسكرية، واتخاذ كل الإجراءات فيما يتعلق بوقوع الحوادث العرضية لتحقيق أعلى درجات المسؤولية والشفافية".

خطوة التحالف، قالت صحيفة "عكاظ"، إنّها تؤكِّد أنّ هدف التحالف حماية المدنيين وممتلكاتهم ووضع حد للجرائم الحوثية ضدهم، كما تبين مدى شفافيته في التعامل مع الأحداث والاعتراف بالخطأ وتعويض المتضررين.

وأضافت الصحيفة أنّ بيان التحالف العربي الذي يشدد على الشفافية يفضح أكاذيب المليشيات الانقلابية التي تتعمد استغلال العمليات العسكرية الناجحة التي تكبدها خسائر فادحة، وتدعي كذبا بأن التحالف يستهدف أحياء مدنية.

تحمل هذه الخطوة أهميةً كبيرةً فيما يتعلق بالتحلي بالشفافية الكاملة والرد على الأكاذيب التي دأبت المليشيات الحوثية على ترديدها على مدار الحرب، حيث كثيرًا ما تزعم شن التحالف هجمات على المدنيين، وهي أقاويل سرعان ما يُفتضح أمر كذبها.

إقدام الحوثيين على هذا الأمر يندرج في إطار الحرب النفسية، في محاولة من المليشيات لتشويه صورة التحالف أمام المجتمع الدولي، إلا أنّ الشفافية الكاملة التي يتحلى بها التحالف سرعان ما تفضح هذه الأكاذيب، وتقهر المؤامرة التي تُحاك ضد التحالف من قِبل هذا الفصيل الموالي لإيران.