صافر والقنبلة المؤجلة.. من المنقذ؟
تجدَّدت التحذيرات الدولية من وضع ناقلة النفط "صافر" التي ترسو في الحديدة منذ فترة طويلة، وباتت رهن التفجير بين لحظةٍ وأخرى.
موقع المونيتور الأمريكي انضم إلى قائمة التحذيرات الطويلة، من المحدق الذي تمثله ناقلة النفط العائمة قبالة سواحل الحديدة، الذي يهدد في حالة انسكابه إلى البحر بوقوع أكبر كارثة بيئية في التاريخ، متسائلًا عمن بإمكانه أن يتدخّل من أجل إنقاذ هذا الوضع الخطير.
الموقع قال إنّه تمّ بناء السفينة بصفتها ناقلة نفط يابانية أحادية الهيكل في عام 197 ، وقد رست على بعد 7 كيلومترات من ميناء راس عيسى في الحديدة، ولم تتم صيانتها منذ عام 2015.
تمتلك شركة صافر، 34 خزانًا للنفط الخام من مختلف الأحجام والسعات، وتبلغ طاقتها الإجمالية حوالي ثلاثة ملايين برميل، ويقدر أن السفينة تحتوي على حوالي 1.1 مليون برميل من النفط.
واتهمت الأمم المتحدة، مليشيا الحوثي بمنع فريق الصيانة التابع لها من الوصول إلى الناقلة، ففي آخر تقرير له في مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك إنّ الحوثيين اعترضوا على نشر فريق أممي للتقييم وكذا معدات في جيبوتي قبالة الساحل اليمني في أغسطس الماضي، بناءً على اتفاق مسبق مع المليشيات.
وخلال تلك الجلسة، قال: "أشعر بخيبة أمل لأن التقييم الذي تم التخطيط له منذ فترة طويلة لناقلة النفط صافر لم يحدث ، لقد عملنا بجد للتغلب على اعتراضات الحوثيين.. لكن عندما أصبح من الواضح أن التقدم كان غير مرجح للغاية ، كان علينا فقط إعادة الفريق إلى منازلهم".
وأصبحت الناقلة، وفق الموقع الأمريكي، تهديدًا بيئيًا جزئيًا لأن غلاياتها لم تعد تنتج الغاز الخامل الذي يقلل من احتمال حدوث انفجار من الغازات المنبعثة من النفط المخزن على متن السفينة.
ترسو الناقلة على بعد كيلومترات من ميناء رأس عيسى شمال محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وتضم أكثر من مليون برميل من النفط عرضة لخطر كبير بسبب تآكلها، وعلى الرغم من انقطاع الإنتاج الناجم عن الصراع، يُعتقد أنّ بالناقلة تحمل حوالي 1,14 مليون برميل من النفط الخام، هي كمية تمثل أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة "إكسون فالديز"، في العام 1989، التي تعدّ إحدى أسوأ الكوارث البيئية.
وتتزايد المخاوف من تراكم الغازات في صهاريج السفينة، وهو ما قد يُعجِّل بانفجارها، وسط خلافات حول ما يجب القيام به بخصوص السفينة وحمولتها.
إمكانية حدوث كارثة بيئية أمر وارد بقوة، وعدم القيام بعملية تفتيش للسفينة من قبل فريق أممي من بين المسائل التي تبعث على القلق، لذلك يجب الإسراع في العملية، لتحديد حجم المخاطر.
وأيّ انفجار قد يحدث في الفترة المقبلة، من شأنه أن يتسبب في تسرب النفط، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في البحر الأحمر، الذي يعدّ موطن الشعاب المرجانية، وسيعيق النزاع في اليمن جهود احتواء أي كارثة بيئية قد تحدث.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر قد أكّدت خلال إحاطتها بمجلس الأمن، في 22 نوفمبر الماضي، أنّ المليشيات الحوثية تواصل إعاقة وصول الفنيين التابعين للأمم المتحدة لخزان صافر النفطي لتقييم الأضرار تمهيدًا لإصلاحها، مشددة على أهمية ترميم الخزان لمنع حدوث كارثة بيئية وإنسانية خطيرة.