هكذا يغذي السكر الخلايا السرطانية ويجعل فرص الشفاء منه أصعب
كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون مؤخراً مجلة التواصل الطبيعي (Nature Communications)، عن أن السكر يغذي بالفعل الخلايا السرطانية في الجسم، ويجعل فرص الشفاء من السرطان أصعب، وذلك في دراسة اعتبرت نتائجها ثورية، وبدأت عام 2008.
وأظهرت الدراسة أن الخلايا السرطانية تعمل على تفكيك السكر بسرعة كبيرة دون إنتاج الكثير من الطاقة، وهي ظاهرة كان العلماء قد اكتشفوها عام 1920 وتمت تسميتها تأثير وربرج (Warburg effect). وحتى اليوم لم يستطع العلماء تفسير ما إذا كانت هذه الظاهرة هي سبب حدوث السرطان وانتشاره أم أن السرطان هو سبب حدوثها.
ووجدت الدراسة التي استمرت على مدى 9 سنوات، في جهود تعاون فيها باحثون من مجموعة من الجامعات الهولندية، أن السكر يرتبط وبشكل طبيعي بجين معين يدعى جين راس (Ras)، وهو جين مهم وضروري لحياة واستمرارية وتقوية الخلايا السرطانية.
ويعمل هذا الرابط على محاصرة الخلايا السرطانية بقوة شديدة، مجرداً إياها من القدرة على طرده والتخلص منه، ما يخلق نوعاً من الدورة الحياتية التي يصعب كسرها لهذه الخلايا، محفزاً الخلايا السرطانية على تأييض السكر وأكسدته ما يجعل الخلايا العدائية تنمو وتزداد قوة.
وجاءت الدراسة لتوفر تفسيراً منطقياً للمرة الأولى للرابط بين قوة ظاهرة تأثير وربرج وبين عدائية وقوة الخلايا السرطانية.
وتأتي هذه الدراسة لتؤكد على ضرورة تجنب مرضى السرطان لعناصر غذائية هامة تفيد الخلايا السرطانية، وعلى رأس هذه السكر، ناهيك عن تأكيد الدراسة على أضرار السكر وكشفها للمزيد من النواحي التي يضر بها الجسم عدا المشاكل المعروفة المعتادة مثل السمنة.
وتشكل هذه الدراسة أساساً من الممكن أن تنطلق منه العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال والتي تتمحور حول علاجات للسرطان تبدأ من علاقة الخلايا السرطانية مع السكر وحمية مريض السرطان الغذائية.