الحوثيون والمساجد والعملة.. بيوت الله التي توظفها المليشيات لخدمتها

السبت 28 ديسمبر 2019 13:11:23
testus -US
دخلت "حرب العملة" التي تشنها المليشيات الحوثية، مرحلةً جديدةً وظّف فيها الانقلابيون المساجد من أجل خدمة مشروعهم التدميري.
ففي خطبة يوم أمس الجمعة، وجَّهت المليشيات الحوثية خطباء المساجد للتحريض على العملة الجديدة التي وصفوفها بـ"العملة الداعشية".
وقالت مصادر محلية في صنعاء لـ"المشهد العربي" إنَّ خطباء الجمعة التابعين لمليشيا الحوثي دعوا السكان إلى عدم حيازة العملة الجديدة واعتبروا ذلك من المحرمات, زاعمين أنها تضر بوالاقتصاد وبالعملة التي تفقد قيمتها وترفع الأسعار, وتخدم ما سموه "العدوان".
وضمن ممارساتها القمعية التي تستهدف إطالة أمد الأزمة الإنسانية وتكبيد السكان آثارًا حياتية مروِّعة، فقد شنّت المليشيات على مدار الأيام الماضية، حملات مكثفة لمنع تداول العملة اليمنية الورقية المطبوعة، كما نصبت نقاط تفتيش في مداخل المناطق التي تسيطر عليها لمصادرتها من المارة.
ومؤخرًا، صادرت المليشيات الحوثية مبالغ كبيرة، وأوقفت تداول العملة المطبوعة من قبل البنك المركزي، ما أدَّى إلى أزمة سيولة خانقة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات وفي مقدمتها صنعاء.
ويدفع المدنيون في مناطق سيطرة المليشيات أفدح الأثمان في ظل حالة معيشية مأساوية وثَّقتها التقارير الدولية.
واعتادت المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، أن تُوظِّف المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها لخدمة أجندتها المتطرفة، في اعتداءات لم تسلم منها بيوت الله.
ففي الأيام الماضية، عمل خطباء المساجد، التابعون للحوثيين، على شن حملات تحريض ممنهجة ضد المنظمات الدولية، تمثَّلت في المطالبة بطرد الموظفين الأجانب العاملين في منظمات اليونيسف والصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، ووصفوهم بأنهم "جواسيس لا ينبغي السكوت عنهم".
وفي أحدث اعتداءاتها على المساجد، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، بيَّنت فرْض المليشيات رسومًا على أداء الصلاة في المسجد، بواقع 100 ريال لصلاة الفجر، و50 ريالًا لصلاتي المغرب والعشاء، و50 ريالًا لصلاة الجمعة، و100 ريال لصلاة التراويح.
وأوضح "القرار الحوثي" أيضًا أنّ المبلغ يشمل جميع الخدمات، وأنّه يُسمح لكل أب اصطحاب ابن واحد مجانًا، فيما لا تُفرض رسومٌ على المؤذن الذي يُسمح له باصطحاب مرافقين اثنين.
وأشار القرار إلى أنّه يمكن دفع اشتراك شهري بقيمة 4000 ريال وتشمل أيام الجمعة والأعياد ورسوم الماء واستخدام دورات المياه.
هذه الخطوة الحوثية أثارت كثيرًا من الغضب ضد المليشيات، بعدما تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ووصلت تعدياتها إلى المساجد، والتضييق على السكان من أداء الصلوات.