الحوثيون ودقيق الحديدة.. صوامع تطحنها المليشيات

السبت 28 ديسمبر 2019 18:48:05
testus -US

على مدار سنوات الحرب العبثة التي أشعلتها المليشيات الحوثية، تعرّضت مطاحن البحر الأحمر لكثيرٍ من الاعتدءات التي شنّها الانقلابيون، فيما يمكن إدراجها بأنّها جرائم ضد الإنسانية.

مصدر مسؤول في مطاحن البحر الأحمر، كشف خلال الساعات الماضية، عن أضرار واسعة طالت سطح صوامع الدقيق، نتيجة لقصفٍ شنَّته المليشيات الحوثية.

وقال المصدر إنّ القذيفة الحوثية خلَّفت فتحةً بمساحة 80 مترًا مربعًا في مقدمة الصومعة، و12 مترًا مربعًا في الخلف، لافتًا كذلك إلى تعطل ثلاثة خطوط تعبئة بشكل نهائي جرّاء القصف الحوثي، بخلاف تعطل خطوط نقل المواد، وتوقفت عملية الطحن والتعبئة والمعالجة.

وأعرب المصدر عن مخاوف لدى عمال مؤسسة مطاحن البحر الأحمر، من تكرار عمليات القصف الحوثي، وحذَّر من تعرض المخزون للتلف بعد انكشاف سطح الصوامع، نتيجة تعرضها للرياح والأمطار والشمس.

وكانت صوامع الغلال التابعة لمطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة، قد تعرَّضت أمس الأول الخميس، لقصف حوثي بقذيفة مدفعية استهدفت سطح الصوامع.

الهجمات الحوثية على مطاحن البحر الأحمر تندرج ضمن الاعتدءات الحوثية التي استهدفت بشكل مباشر القطاع الإنساني، حيث تعمل المليشيات على استهداف كل من شأنه أن يُزيد الأعباء الحياتية على السكان، بما يضمن للمليشيات بسط سيطرتها الغاشمة على هذه المناطق.

ونتيجة للحرب الحوثية العبثية، أصبح 24 مليون شخص في اليمن بحاجة للمساعدات الإنسانية، وهو ما يعادل 80% من السكان، حسبما كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، في تقريرٍ أصدرته قبل أيام.

وأضافت المفوضية، في تقرير يعتبر هو الأحدث في سياق كشف المآسي الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، أنّ أكثر من 3.6 مليون شخص أصبحوا نازحين في بلادهم، وأكتر من 25% من الأطفال اليمنيين خارج المدارس.

وقبل أيام أيضًا، قالت الأمم المتحدة إنَّ اليمن لا يزال يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنه واحد من أكثر الأزمات فعالية على الرغم من بيئة التشغيل الصعبة.

وصرّح ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنَّ الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية يقدمون المساعدات الإنسانية إلى 12 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد هذا العام مما يجعلها أكبر عملية مساعدات في العالم.

هذه التقارير الدولية التي توثّق المآسي الناجمة عن الحرب الحوثية، لم تكترث بها المليشيات التي تمادت في إرهابها على النحو الذي يُكبِّد السكان مزيدًا من الأعباء الثقيلة، بعدما أدرك الانقلابيون أنّ عقابًا لن يطالهم على كل هذه الجرائم.