الرهان الرابح دائمًا.. وعي شعبي جنوبي يقهر الإخوان في أبين
يومًا بعد يوم، يبرهن الشعب الجنوبي على وعيه الكامل بالتحديات التي تحاصره من كل اتجاه، ويؤكِّد وقوفه إلى جانب قيادته السياسية في التصدي لكافة المؤامرات، التي تُحاك ضده سواء من قِبل المليشات الحوثية الموالية لإيران من جانب، أو المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية.
مديرية المحفد في محافظة أبين كانت عنوانًا اليوم السبت، لانتفاضة شعبية جنوبية، صرخت في وجه حزب الإصلاح الإخواني، وأجندته المتطرفة التي تدعمها قطر وتركيا، والتي تهدف في المقام الأول إلى السيطرة على مقدرات الجنوب، والنيل من أمنه واستقراره، وعرقلة مسيرة شعبه نحو استعادة دولته.
اليوم السبت، احتشد أهالي مديرية المحفد في مسيرة جماهيرية؛ لرفض تواجد المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية بالمديرية، وردَّد المشاركون في المسيرة التي طافت الشارع العام للمدينة، هتافات وشعارات غاضبة ضد تواجد مليشيا الإخوان الغازية لمديريتهم.
وأصدر المشاركون بالمسيرة، بيانًا أكّدوا فيه رفضهم القاطع لتواجد مليشيا الإخوان في مديرية المحفد، وكذلك رفض الاستحداثات العسكرية والاستفزازات التي تقوم بها تلك المليشيات ضد أبناء المديرية.
وشدد البيان على رفض أبناء المديرية مرور التعزيزات العسكرية من الجيوش والعتاد العسكري للاعتداء على المواطنين بالمناطق الجنوبية، وناشد المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لرصد وتوثّيق الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات، والتي كان آخرها احتجاز إسعاف المحفد وعلى متنه الجريح علي مفتاح الكازمي، بالإضافة إلى اعتقال يسلم حبتور وتصفيته في سجونها.
وأشاد البيان، بدور المقاومة الجنوبية بالمحفد، وتصديها لتلك الجيوش الإخوانية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المديرية.
انتفاض أهالي المحفد يأتي في وقتٍ تتعرض فيه المديرية لتوتر أمني مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع، تحاول من خلاله المليشيات الإخوانية إشعال بؤرة فوضى، يندرج ضمن مخططها الذي يهدف إلى عرقلة اتفاق وإفشال الرياض.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبرهن فيها الشعب الجنوبي على وعيه الكامل بما يُحاك ضد من مؤامرات، وكثيرًا ما انتفض الشعب في أكثر من مناسبة دفاعًا عن الوطن، وتأييدًا لخطوات القيادة السياسية، الممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، نحو تحقيق حلم الشعب الأعظم وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
واقعة الانتفاض الأحدث كان عنوانها أرخبيل سقطرى، عندما انتفض مواطنو المحافظة أمس الأول الخميس، رفضًا لتواجد اللجنة العسكرية التي أحضرتها المليشيات الإخوانية من محافظة مأرب، والتي حاولت تأسيس لواء عسكري يوسّع من النفوذ الإخواني على سقطرى، وقد انتصر الوعي الشعبي الجنوبي في النهاية، عندما تدخّلت قيادة التحالف استجابةً للشعب الجنوبي ومنعت تواجد اللجنة في سقطرى.
يُشير ذلك إلى أنّ التعويل دائمًا على وعي الشعب الجنوبي سيكون عنصر الربح دائمًا، وهو وعي لا يمكن أن يخسر أمام مؤامرات "الإصلاح" مهما حشد عسكريًّا أو تحرّك سياسيًّا أو كذب إعلاميًّا.