تصاعد موجة الإرهاب يعزز صمود الجنوب في وجه أذرع الاحتلال
تتصاعد موجات الإرهاب التي تطال الجنوب هذه الأيام بفعل جملة من التحولات الإقليمية التي تسعى لإفشال جهود التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي في إنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية وتطهير الحكومة من مليشيات الإصلاح التي تسعى لإثارة الفوضى في الجنوب، غير أن جميع ردود الفعل الجنوبية على تلك الحوادث تبرهن على أنها تعزز من صمودها في وجه أذرع قوى الاحتلال التي تسعى لإخضاع الجنوب.
ويدرك أبناء الجنوب جيداً أنهم في مواجهة مفتوحة مع قطر وإيران وأخيرا تركيا، وبالتالي فإن عزيمتهم في التخلص من هذا المحور الذي يحاول أن يفتك بهم تزداد يوماً بعد يوم، ولا يمكن أن تهزها حادث إرهابي هنا أو هناك، ولعل ما جرى في أعقاب استهداف الشهيد أبو اليمامة في شهر أغسطس الماضي، أكبر دليل على ذلك بعد أن انتفض أبناء الجنوب وقاموا بطرد العناصر الإرهابية من العاصمة عدن.
وفي أول رد فعل على الحادث الجبان الذي ارتكبته مليشيا الحوثي بالضالع، أدانت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك خلال اجتماعها الدوري اليوم الأحد، وأكدت أن هذه الأعمال لن تثني القوات الجنوبية عن تحقيق انتصاراتها المتوالية، وتوجيه ضرباتها الموجعة لتلك العصابات بدعم ومساندة من دول التحالف العربي.
وعقد اليوم الاجتماع الدوري للجمعية، لمناقشة التحضيرات الخاصة بانعقاد الدورة الثالثة المزمع إقامتها في العاصمة عدن خلال الفترة من 9 إلى 11 يناير المقبل، وأقر الاجتماع، تشكيل 3 لجان لمتابعة الأمور الفنية لتحضيرات الدورة الثالثة ووثائقها وتقاريرها، وذلك عقب إجراء مجموعة من النقاشات حول هذا الأمر.
وشدد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية على أن هذه الدورة تنعقد في ظل تطورات ومستجدات على الساحة السياسية في الجنوب، وأبرزها اتفاق الرياض وتداعيات خروقاته من قبل حكومة الشرعية وجماعة الإخوان المسيطرة على مفاصلها.
فيما استهلت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، اجتماعها الدوري الأسبوعي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس، بالوقوف دقيقة حداد، على أرواح شهداء الحادث الإرهابي الذي استهدف منصة الاحتفال في ميدان الصمود وسط مدينة الضالع.
وأدانت الهيئة الاعتداء الإرهابي ووصفته بأنه "هجوم إجرامي جبان"، وحملت المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة في استهداف المدنيين والأطفال الأبرياء، للتعويض عن فشلها، ودعت قيادة التحالف العربي والمنظمات الدولية إلى العمل على وقف اعتداءات مليشيا الحوثي التي تستهدف عمدا الأبرياء والمدن الآمنة.
وشدد على أن الأعمال الإرهابية لن تكسر عزيمة أبطال القوات الجنوبية الأشاوس الذين لقنوا المليشيات الحوثية دروسا لن تنساها في ساحات المعارك.
وقصفت مليشيا الحوثي، منصة ميدان الصمود، في الضالع، بصاروخ باليستي، عقب عرض عسكري لتخريج دفعة من جنود الحزام الأمني، وهو ما أدى إلى استشهاد ثمانية وإصابة 30 آخرين- في إحصائية غير نهائية-.
وأكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس في أوروبا أحمد عمر بن فريد، اليوم الأحد، أن الضالع ستبقى رأس حربة تحرير الجنوب.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "فقط ٤٨ ساعة فرق توقيت عن ذكرى مأساة مجزرة سناح والتي نفذتها قوى الإحتلال اليمني ضد أبناء الضالع ٢٠١٣ في ظل حكم جمهوري حتى اتت اليوم كارثة أخرى استهدفت عرض عسكري بأيدي نفس القوى بحكم كهنوتي ولا فرق بينهما"، وأضاف: "مؤتمر إصلاح- إخوان اليمن حوثي- كهنوتي ستبقى الضالع رأس حربة تحرير الجنوب".
علق الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، على استهداف مليشيا الحوثي، صباح اليوم الأحد، منصة ملعب ميدان الصمود في محافظة الضالع، بصاروخ، مشددًا على أن كل قوى الشمال أصبحت جبهة واحدة لاستهداف الجنوب.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "قبل أيام تم استهداف الضالع من قبل جماعات إرهابية تتبع حزب الإصلاح واليوم الحوثي يستهدف الضالع بصاروخ بالستي وهذا يؤكد حقيقة واحدة وهي أن كل قوى الشمال جبهة واحدة لاستهداف الجنوب وسيستمر تصعيدهم واستهدافهم لأراضينا وسيفشلون مهما حاولوا فالجنوب اليوم عصي وخاصة بوابته القوية الضالع".