الضالع.. درع العرب الحصين
ناصر التميمي
شكلت الضالع على مر التاريخ كواحدة من أهم المناطق في الجنوب التي وقفت أمام كل المحاولات البربرية التي كانت تريد غزو الجنوب ولم تستسلم ولن تخضع لأحد أبداً أياً كان ومهما كانت قوته لأن فيها أسود لا تهاب الموت وظلت عصية عبر مراحل التاريخ المختلفة.
وإبان الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني قدمت الضالع مئات الشهداء ووقفت كعقبة كأدأ أمام الإنجليز وعتادهم العسكري وصمدت كغيرها من مناطق الجنوب في وجه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وأجبروها رغماً عن أنفها على مغادرة أرض الجنوب في عام 1967م وهي تجر ذيول الهزيمة والخزي والعار غير مأسوف عليها.
وفي عهد دولة اليمن الجنوبي قبل قيام الوحدة المذبوحة كانت الضالع الخزان البشري للجيش الجنوبي العربي الذي يهابه كل العالم وكان صمام أمان للمنطقة العربية ولعب فيه أبناء الضالع دور كبير جداً لا ينكره الا جاحد إبان دولة الجنوب من عام 1967م -1994م.
وبعد احتلال الجنوب ودخوله تحت مظلة الحكم اليمني البليد المحشي بالكراهية والحقد على شعب الجنوب تعرضت الضالع للتهميش من قبل نظام صنعاء الذي أرسل جحافله اليها وحزمها بعشرات الألوية العسكرية وآلاف الجنود الهمجيين وأمعن نظام الاحتلال اليمني في القتل بغية إسكات الصوت الجنوبي الحر الرافض لسياسة الإقصاء والتهميش رغم ذلك صمدت الضالع وقاومت همجية المحتلين بصدور عارية ولم تستطع جحافل صالح عفاش فعل شيء سوى استخدام القوة المفرطة التي تمكن ابناءها من التغلب عليها بشجاعتهم ووحدتهم على كلمة رجل واحد وقدمت الضالع مئات الشهداء ولم يمر يوم إلا ونسمع عن سقوط شهيد فيها من أجل الحرية والاستقلال ومن جرائمهم مجزرة سناح التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى وكانت جريمة بمعنى الكلمة ارتكبها الجيش اليمني الذي كان مرابطاً هناك بوحشية بسبب الحقد الذي يعمي قلوبهم السوداء.
وعندما زحف الحوثيين بجحافلهم باتجاه الجنوب معتقدين بأنهم سيتمكنون من السيطرة عليه في مدة قصيرة ولم يضعوا في حساباتهم بأن هناك منطقهم اسمها الضالع لا تهزم ولا تقهر فيها أسود لا ترحم غازي ولا متجبر قليلة في عدد سكانها لكنها قوية برجالها الشجعان وشدة بأسهم لن تستطيع أي قوة في العالم أن تحتلها أبداً لانهم على قلب رجل واحد لا يتزحزحون قيد أنملة عن الدفاع عن أرضهم فتمكنوا من قضم قوات المدعو ضبعان بالإضافة الى الجيوش الجرارة التي ساقها الحوثي كقطعان الأغنام الى محرقة الضالع خلال أيام معدودات رغم فارق الإمكانيات إلا ان رجال الضالع سطروا ملحمة بطولية قلما تجدها في تاريخ الحروب منذ فجر التاريخ لقد أذهلوا العالم أجمع والذي وقف تكريماً وإجلالاً لهؤلاء الأبطال أحفاد عنتر وتمكنوا من كسر شوكة عملاء وأيادي إيران في المنطقة .
وقد خرجت الضالع تدافع عن المشروع العربي الكبير المتمثل في مواجهة الغزو الإيراني الذي يجتاح المنطقة العربية برمتها وانتصرت للأمة العربية أجمع في أ ول انتصار عربي يسجل في تاريخ الأمة العربية على المشروع الفارسي التي مرغت أنوفهم على تراب الجنوب الطاهرة والبداية من ضالع الصمود التي حازت على نصيب الأسد في عدد الشهداء والجرحى ومن هذا المنطلق فإن أيادي إيران في اليمن تعمل بشتى الوسائل للنيل من الضالع لكنها لن يكتب لها النجاح أبداً مهما حاولت الزج بقطعانها البربرية الى هذه الجبهة فمصيرهم الهلاك.
لقد دفعت الضالع ضريبة باهظة الثمن من أجل الحرية واستعادة الدولة على حدود 1990م ومازالت تدفع ثمن ذلك كغيرها من مناطق الجنوب التي يتسابق أبناءها عن الدفاع على أرضهم من هذه العصابات المدعومة إيرانياً وقطرياً وما حدث في الضالع يوم أمس من حادث إجرامي إرهابي جراء إطلاق جماعة الحوثيين الإنقلابيين لصاروخ أصاب منصة العرض العسكري الذي أقيم هناك دليل واضح وقاطع على الفشل الذريع التي تعيشه هذه المليشيات التي عجزت عن فعل أي شيء على الأرض يرفع من معنوياتها أمام صلابة واستبسال قواتنا الجنوبية المرابطة هناك والتي وصلت الى تخوم محافظة اب اليمنية فقامت باستهداف العرض نكاية بأبناء الضالع الذين لقنوها دروساً في القتال لن تنساه على مدى التاريخ وعليها أن تعيد حساباتها بأن لن تمر عبر بوابة الضالع أبداً .
وعليه فإن التحالف العربي اليوم تقع علية مسؤولية كبيرة تجاه الضالع التي تقال من أجل الأمة العربية بشكل عام لذا على قيادة التحالف أن تعي الخطر القادم من قبل إيران وعملاءها في المنطقة الذين يستخدمون الصواريخ الباليستسة لضرب المواطنين الأبرياء فالضالع هي بحاجة لعمل منصات الباتريوت كغيرها من المناطق التي ركبت فيها هذه المنظومة وهنا نتساءل أيهما أحق بذلك مأرب اليمنية التي هي على وئام وحنان مع الحوثيين الذين يتبادلون معهم الطعام والتخزين في الجبهات ؟؟ أم الضالع التي تقاتل من أجل حماية أمن الخليج والوطن العربي بشكل كامل وهذا لا يحتاج الى تفسير بل الأمر واضح وضوح الشمس نحن على أمل كبير في التحالف العربي الذي قدم الكثير ومازال يقدم خدمة للمشروع العربي الذي يواجه المد الفارسي وستبقى الضالع درع العرب الحصين التي كسرت حلم إيران في المنطقة وأعاقت مشروعها الطائفي.