دلالات انتصارات الجنوبيين على الحوثيين.. أكبر من مجرد حرب

الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 22:34:50
testus -US

تشهد جبهة الضالع انتصارات خالدة تُحقِّقها القوات الجنوبية، على المليشيات الحوثية، حيث يُسطِّر الجنوبيون دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.

ففي أحدث التطورات الميدانية، لقي سبعة حوثيين مصرعهم وأصيب 18 آخرون، بنيران القوات الجنوبية في جبهة مريس شمالي الضالع.

وكشفت مصادر عسكرية، أنَّ القوات المسلحة الجنوبية استهدفت تجمُّعًا لمليشيا الحوثي الانقلابية في منطقتي القهرة والمنقز بجبهة مريس شمالي الضالع .

وأشارت المصادر إلى وصول جثث سبعة قتلى و18 جريحًا من مسلحي الحوثي جراء الاستهداف إلى مستشفيات مدينة دمت والتي تسيطر عليها المليشيات.

في نفس السياق، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الجنوبية وعناصر مليشيات الحوثي في جبهة الجب، حيث تمكنت القوات الجنوبية من خلال المواجهات من التصدي للهجوم الحوثي حيث استخدمت خلال المواجهات كافة أنواع الأسلحة الرشاشة والمدفعية المتوسطة.

الانتصارات الجنوبية المتواصلة على المليشيات الحوثية، تحمل الكثير من الدلالات، لعل أهمها أنّ الجنوب يملك قوات مسلحة قادرة على حماية الوطن وأمنه وصون مقدراته، والتصدي لأي مؤامرات تُحاك ضده على مدار الوقت.

كما تؤكِّد هذه الانتصارات البطولية أنّ القوات الجنوبية تقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مواجهة المليشيات الحوثية، خلافًا لحزب الإصلاح الإخواني الذي ارتمى في أحضان الانقلابيين موجِّهًا طعنة غادرة بالتحالف العربي على مدار السنوات الماضية.

لا يقتصر الوعي الجنوبي على القوة العسكرية، لكنّه يحمل كذلك حنكة سياسية، تجلّت في حرصه على السلام والسير في هذا الطريق على الرغم من تعرُّضه لاعتداءات كثيرة.

وقد عبَّر الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عن حرص الجنوب على السلام، عندما قال إنّ القضية تحتاج جسورًا للتفاهم وليس جدران عازلة، وأضاف أنّ الجنوبيين أقوياء في الحرب، لكنّهم في الحقيقة محبون للسلام، حسبما نقلت عنه الكاتبة نورا المطيري، مؤخرًا.

يسير الجنوب في طريقٍ مستقيم على طريقه الرئيسي الهادف إلى استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو يملك قوات مسلحة قادرة على صد الأعداء مهما تكالبوا على أمنه واستقراره، وفي الوقت نفسه فإنّه يبقى ملتزمًا سياسيًا ويميل إلى التهدئة وعدم التصعيد العسكري.

ويمكن القول إنّ هذه الاستراتيجية الجنوبية البارعة سواء في السلم أو الحرب ستظل "حائط صد" تتحطّم أمامه مؤامرات أعداء الجنوب، الذين يتربصون بالوطن ليل نهار، ويعمدون إلى عرقلة استقراره وإفشال مساره نحو تحقيق حلم الشعب المنشود في استعادة الدولة.