همس اليراع

الإخوان في التجمع اليمني للإصلاح 4

د. عيدروس النقيب

منذ نحو اربعة أشهر وبعيد اجتياح شبوة من قبل الأشقاء في قبائل الشمال تحت المسمى الزئبقي (الجيش الوطني) الذي لم يعد له طعم ولا ملمس ولا لون ولا رائحة، نشر نائب برلماني إصلاحي منشوراً على شبكة التواصل الاجتماعي يقول فيه ما معناه "سنخصص للجنوبيين آل طعيمان وحدهم لإجبارهم على التخلي عما يسعون إليه" وقد أريد بهذا التأكيد على أن غزو شبوة لم يأت لا من قبل "الجيش الوطني" ولا من قبل "قوات الشرعية"، ببساطة لأنه لا يوجد لا "جيش وطني" ولا "قوات شرعية"، ولو كان يوجد شيءٌ من هذا لكان حرر صنعاء منذ خمس سنوات، لكن الموجود هو مجاميع قبلية ذات ولاءٍ حزبي محدد اتخذت أرقاماً عسكرية وتتقاضى مقابلها ماهيات شهرية بآلاف الريالات السعودية، ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الانقلابيين منذ خمس سنوات، غير تلك التي أطلقتها وما تزال تطلقها على صدور المدنيين في شبوة وبقية مناطق الجنوب، لتستكمل الحلقة مع ما يفعله الحوثيون وأتباعهم على حدود مدينة الضالع وعقبة ثرة وحدود يافع والبيضاء.
أعرف أن من بين آل طعيمان وكل مناطق خولان وصرواح وبقية مناطق مأرب مثلما جميع مناطق الشمال أناساً وطنيين وشرفاء لكن هؤلاء مستبعدون من صناعة القرار حتى على مستوى قبيلتهم ومحرومون حتى من المصالح التي يجنيها زعماؤهم باسم الوطنية والشرعية وباسم الحزب الذي يوالونه، ويقتصر دور أولائك البسطاء على تقديم الضحايا في الحروب التي يخوضها حزبهم وزعاماتهم المخلصة للحزب أكثر من إخلاصها للوطن.
* * *
عندما تمكن الرئيس هادي من الإفلات من قبضة الحوثيين في صنعاء والوصول إلى عدن كان الإخوان الإصلاحيون إما يحاورون الحوثيين في صنعاء وصعدة أو يتدبرون طريقة للإفلات كلٌ بطريقته إلى خارج البلد، وحينما تعرض الرئيس لقصف الطيران الحوثي في عدن لم يدافع عنه إلا الجنوبيون وحدهم وهو الدفاع الذي استمر وما يزال حتى اللحظة، في حين اندثر مئات الآلاف من رجال القبائل الإصلاحيين في ذمار وإب وريمة وحجة والمحويت وعمران، وكلهم محترفو قتال يتدربون على خوض العارك منذ الطفولة، ولم يطلق إصلاحيٌ واحدٌ رصاصةً واحدةً في وجه الحوثيين، وكانت المقاومة الأبية في تعز تشمل كل الطيف السياسي الوطني لكن الإخوة في الإصلاح أصروا على احتكارها وكان التركيز على استلام الإعانات والإغاثات، التي لا يعلم أحد أين ذهبت ومن استفاد منها.
لكن وبمجرد إعلان عاصفة الحزم وانعقاد مؤتمر الرياض واستقرار رئاسة الجمهورية وبعد الزيارة الشهيرة التي قام بها الإخوة في قيادة التجمع اليمني للإصلاح إلى كهف الحوثي في مرّان، وبعد أن أسرف كتاب وإعلاميو الإصلاح في لعن شخص الرئيس هادي ووصفوه بـ" خطيئتنا الكبرى ولعنتنا الأزلية" كما كتب أحدهم أو بأنه "رئيس أحمق وحاقد" كما وصفه كاتب آخر، بعد كل هذا تقاطرت القوافل الإصلاحية إلى الرياض، واقتحموا ما تبقى للشرعية من حصانة، وأسدلوا الستار على كل الشتائم والاتهامات والبذاءات والدسائس والمكائد التي دبروها ضد رئيس الجمهورية (الشرعي) بل وصاروا هم الشرعية، ومن يخالفهم هو متمرد على الشرعية يستحق أن تشن عليه الحرب، وهذا ما حصل مع قبائل الجدعان في مأرب ومع الأجنحة غير الإصلاحية في مقاومة تعز، أما موقفهم مع المقاومة الجنوبية فهذه تتطلب وقفة مستقلة لاحقة بإذن الله.
فإلى اللقاء


مقالات الكاتب